تأتينا بعد غد الذكرى أل 51 للحركة التصحيحية، هذه الحركة التي رسخت ثوابت السياسة السورية على مدى أكثر من خمسة عقود، ولازالت مستمرة بهذه الثوابت بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، واليوم تأتي الذكرى وسورية الصمود تدافع بدماء أبنائها منفردة عن ثوابت الأمة العربية ومصالحها ومستقبل أبنائها بعد أن سعت عبر سنوات التصحيح إلى تعزيز التضامن العربي ودعم مؤسسات العمل العربي المشترك وبناء منظومة الأمن القومي، وترسيخ الاستقرار والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء مستندةً بذلك إلى تاريخ طويل وعريق من النضال يعبر عن أصالة الشعب السوري وروحه المفعمة بحب الانتماء والتمسك بالجذور، فما من شك أن الحرب الكونية التي شنت ضد شعبنا ودولتنا الوطنية ومنجزاتها العملاقة، تؤكد من جديد صوابية المواقف التي اتخذتها الدولة السورية منذ فجر التصحيح وحتى الآن وإصرارها على التمسك بالثوابت الوطنية التي يأتي على رأسها دعم القوى المقاومة للمشروع الصهيوني الأمريكي، وهو ما أكسبها دوراً محورياً في جميع القضايا المتعلقة بمصير المنطقة ومحيطها الإقليمي من خلال التعامل بحكمة مع مختلف الظروف والمستجدات وفي إطار الحفاظ على الهوية العربية.
إن ذكرى التصحيح ينبغي أن تكون حافزاً ودافعاً لنا من أجل العمل بصدق وانتماء لهذا الوطن وتغليب المصالح الوطنية والقومية على المصالح الخاصة، ونحن نعمل على بناء دولتنا انطلاقاً من حفاظنا على السيادة الوطنية وعلى الانتماء العروبي المقاوم، خاصةً وأن ما نعيشه من أيام قاسية على المستوى الحياتي والمعاشي، أم على مستوى مواجهتنا للقوى المتآمرة على مستقبلنا في بناء دولتنا الوطنية القوية، كلّ ذلك يؤكد تمسكنا بخيار الحركة التصحيحية والتمعن فيها وقراءة دلالاتها ومعانيها والعمل خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد على تطوير المجتمع وتحديثه ومعالجة الثغرات والصعوبات وتلبية الحاجات الملحة في مختلف المجالات ومواصلة مسيرة التصحيح عبر منهجية واضحة، وذلك من خلال التسلّح بالفكر العلمي وبالتحليل والقدرة على استخدام المنطق وإعادة الإعمار.
فالحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في 16 تشرين ثاني 1970 أي قبل 51 عاماً من تاريخنا الحالي كانت ضرورة وطنية وقومية لتصويب مسار حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي والثورة على المستوى العربي لجهة التزام العروبة وفكرة القومية العربية، وعلى المستوى الداخلي القومي من جهة استكمال مسار التغيير والبناء على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مختلف المجالات.
إننا اليوم نؤكد للعالم إن شعبنا العربي السوري المقاوم يمتلك موروثاً حضارياً وثقافياً عميقاً وغنياً جدّاً، ولديه من الوعي السياسي ما يمكنه من التعلم والاعتبار من تجارب وأزمات باقي الدول، وهذا ما سعى القائد المؤسس والسيد الرئيس بشار الأسد على تكريسه والعمل عليه وهو تركيز مفهوم المواطنة، حيث إنها الحصن القوي في مواجهة مشاريع التطرف والوهابية المنتشرة في العالم، فسورية المقاومة والكرامة تقدم للعالم دروساً في البذل والعطاء والمقاومة من أجل الكرامة.
حديث الناس – اسماعيل جرادات