يبدو أن العقل الأميركي الذي تم تسخيره للعدوان والحروب ضد الشعوب التي تمضي بركب الخنوع..هذا العقل بمقدار خبثه يكون أحياناً صبيانياً حين يظن أنه إذا ما اعترف بجرائم ارتكبها بعد فترة من الزمن أنه قد حقق المغفرة وقد سدد الثمن الذي يجب أن يدفعه عما ارتكبه من فظائع.
تابعوا تاريخ واشنطن وهو بمعظمه تاريخ عدوان منذ أن تأسست إلى اليوم لسوف تجدون أنهم بعد فترة من الزمن يكشفون عن جزء صغير من عدوانهم يعملون من خلال ذلك على توجيه رسائل متناقضة لكنها كما يظنون تصب بخدمة سياستهم.
هي رسائل تحذير خبيثة أن انتبهوا من ليس في ركبنا فهذا مصيره.
وأيضاً يظنون أن الاعتراف هو نوع من الغفران ومحاولة الخروج من العقاب تحت شعار أننا أخطأنا..
الجميع يعرف ماذا فعلت آلة الحرب العدوانية التي تقودها واشنطن ضد سورية وماذا دمرت ..نعرف أهوال ذلك ولن يبقى دون دفع ثمن ولن يعمينا أن تكشف:
(صحيفة نيويورك تايمز) أن جيش الاحتلال الأميركي تعمد إخفاء جريمة ارتكبها بحق المدنيين في سورية عام 2019 وأوقعت 64 ضحية من النساء والأطفال).
وذكرت الصحيفة في تقرير اليوم أن ضربتين جويتين متتاليتين نفذتهما القوات الجوية الأميركية قرب قرية الباغوز بريف دير الزور بأمر من وحدة عمليات خاصة أميركية سرية مشيرة إلى أنها “جريمة حرب محتملة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن القيادة المركزية الأميركية التي أشرفت على العمليات الجوية الأميركية في سورية اعترفت بالضربتين لأول مرة خلال الأيام الماضية زاعمة “أنهما مبررتان”.)
(نعم منذ تشكيله من خارج مجلس الأمن في آب 2014 ارتكب ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة عشرات المجازر بحق السوريين من خلال قصفه المناطق السكنية بأرياف حلب ودير الزور والرقة والحسكة إضافة إلى تدميره البنى التحتية تحت ذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات والوقائع الارتباط الوثيق بين التحالف والتنظيم التكفيري لاستهداف الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية في المنطقة الشرقية).
اعترافات لا ننتظرها لأننا نراها على أرض الواقع ومازالت الآثار باقية العالم كله يشاهدها والاعتراف بجزء منها لن يغفر لطغاة البيت الأبيض عدوانهم وإرهابهم قد يتأخر وقت الحساب لكن شعوب العالم لن تبقى إلى ما لا نهاية صامتة على إرهاب البيت الأبيض.
البقعة الساخنة.. ديب علي حسن