حرائق المحاصيل!!!

تخذت الحرائق منحنى مختلفاً مثيراً للقلق، فرغم اعتدال الأحوال الجوية والانخفاض الملحوظ بدرجات الحرارة، لا يكاد يمر يوم من دون أن تسجل فيه إحصاءات لحرائق جديدة، واللافت في الموضوع أن أغلبها يطول أراضي زراعية وأشجاراً مثمرة كالحريق الذي حصل مؤخراً في منطقة وادي الشرق التابعة لبلدة السودا في طرطوس، حيث أتى على ما يقارب 100 دونم مزروعة بالزيتون، الأمر الذي يثير الشكوك بافتعال تلك النيران التي تتسبب بخسارة مئات الدونمات من الأشجار المثمرة وحرمان المزارعين من المحاصيل التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد والمورد الاقتصادي الأساسي لمعيشتهم، وتكبد الدولة نفقات كبيرة كتعويض على الأسر والفلاحين المتضررين، كما أنها تحتاج لعشرات السنين للعودة إلى نقطة ما قبل الحريق.

نظرية الأحوال الجوية وارتفاع نسب اشتعال الحرائق في الأيام المشمسة لم تعد مقنعة، فقد أشار أحد الاختصاصيين بعلم المناخ إلى أنه من المعروف علمياً أنه من بين كل 100 حريق هناك أربع فقط تحدث بفعل العوامل الطبيعية، ما يعني أن 96 في المئة من الحرائق تعود لأسباب بشرية ليست عفوية أو طبيعية أو صدفة ، ومنها ما هو متعمد ومخطط ومدروس بقصد إلحاق الأذى والضرر بالقطاع الزراعي ومنتجاته وعوائده وبالغطاء النباتي بشكل عام، كما شهدنا في حرائق العام الماضي ومنها ما يتم بغرض التحطيب للتدفئة ولصناعة الفحم وسرقة الحراج وبيعها في السوق السوداء، حيث اتخذها البعض مهنة له وفي الحالتين الضرر واحد.

أشعّة الشمس وأعقاب السجائر والزجاج لا تسبّب الحرائق مهما كانت درجة الحرارة مرتفعة والدليل على ذلك هو أن العديد من دول الخليج فيها مساحات شاسعة من المزارع وأشجار النخيل والبقع الخضراء، وتصل درجات الحرارة فيها إلى 55 و60 درجة مئوية، ولكنها لا تسبب الحرائق إلا إذا تم سكب مواد قابلة للاشتعال على النفايات النباتية أو افتعال مسببات الحرائق عن قصد بحسب رأي أهل الاختصاص.

تكرار الحرائق أو الكوارث وارد في أي وقت، من هنا يجب الاستعداد لتدارك الوقوع فيها من خلال إنشاء بنية تحتية لإدارة الكوارث الطبيعية والحرائق، وشراء حوامات خاصة بالإطفاء وفتح طرق حراجية وخطوط نيران حتى تستطيع سيارات الإطفاء الوصول إلى المناطق المنكوبة، والتعاون مع المجتمع الأهلي وزيادة عدد المخافر الحراجية واستخدام الإنذار المبكر للوصول في أسرع وقت لبداية الحرائق وتلافي الخسائر الكبيرة التي تحدثها في الأرواح والممتلكات والمحاصيل الزراعية وبالبيئة والطبيعة والسياحة، ومحاسبة المتورطين بتلك الجرائم.

أروقة محلية – بسام زيود

آخر الأخبار
استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة