الملحق الثقافي:بديع صقور:
إلى: “منير صـقـور” و”مالك شيبان” ..
“اللذين لا قبر لهما” !!
افتُتح “كرنفالُ” الذبحِ في أبناء زهرة الريح، بـ “ديوب، وخضرة، وأيوب، وغريب، وعبد الرحيم، وسعيد، ونصّور، وشمسين، وعلي الشيخ علي، وصقر، وناصر، ومناع… و… اللوحُ لا يتّسع…
أوّل الدموع، دموعُ الأمّهات
وآخر المواويل:
“متى تعود يا بنيّ؟.. أحرَقتني نارُ الشّوقِ، وما زلتُ أنتظرُ رجوعك…
شممتُ رائحتكَ، سمعتُ أنينكَ وهم يذبحونكَ كخروف…
أفقْ يا ولدي، لقد ماتَ أبوكَ من الحُزن…
ولدي!.. أين قبرك؟!..
قالوا لي قبرك في السّماء!
وهل في السّماء قبور؟!
قالوا ماتَ كنجمٍ…
وليسَ للنّجومِ قبور…
لو أحضروكَ يا “منير”… يا نسر السّماء
لكان قلبي بردَ وسلّمتُ أمري لله!…
أين أنت يا “إبراهيم”؟.. وأنت يا “مالك الشيبان”؟!
* * *
تتدافعُ الجنازات، والمشيّعون حيارى، والوقتُ يضيق..
تركض الأمهات، تمزّقن ثيابهنَّ الرثّة، والصدورُ عجفاء، والدروبُ سراب…
يتساقطُ الموت، والنعوشُ حبّات مطرٍ غزير…
ذبحوكَ يا وطن الشّمس.. انتفضْ يا بعل” (1) الإله..
(1) بعل: إله الخصب
والمطر عند الأوغاريتيين.
التاريخ: الثلاثاء23-11-2021
رقم العدد :1073