الثورة – اسماعيل جرادات :
كشف وزير التربية الدكتور دارم طباع أن المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” يستند في تصنيفه وتقييمه لجودة التعليم على احتساب درجات المؤشر عن طريق جمع بيانات تتعلق بنحو 12 معياراً أساساً للدول التي تجري بها الدراسة، وهي عادة الدول المشاركة بمنتدى دافوس.
موضحا أن سورية لم تدع ولم تشارك، لأسباب سياسية معروفة للجميع، في التصنيف، علما أن المعايير شملت المؤسسات والابتكار، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة والتعليم الأساسي والجامعي والتدريب، وكفاءة أسواق السلع، وكفاءة سوق العمل والتي تتضمن تطوير سوق المال والجاهزية التكنولوجية، وحجم السوق، وتطور الأعمال والابتكار، مشيراً إلى أن هذا التقييم لا علاقة له بالاعتماد الأكاديمي، وخاصة أن مؤسسات الاعتماد الأكاديمي الدولية لديها معايير خاصة، إذ توجد قواعد ضابطة للاعتماد أو الاعتراف بالشهادات والمؤهلات، ويندرج ذلك ضمن اتفاقات عالمية أو ثنائية ملزمة للأطراف الموقعة عليها.
مؤكدا أن جودة التعليم في سورية يتم تتبعها وفقا للهدف الرابع للتنمية المستدامة الذي ترعاه اليونسكو، وبالتالي هناك تنسيق دائم وفعال لسورية ضمن هذا المجال.
وأوضح وزير التربية أن كثيرا من المؤشرات تتعامل مع مظاهر الجودة المادية ولا تركز على مضمون العملية التعليمية، لذلك يلاحظ صعود الدول الغنية في هذا الترتيب لوجود إمكانيات مادية كبيرة لديها تساعدها على توفير المعايير الشكلية للجودة، سيما في مجال الاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم الأخرى عبر TIMMS أو PISAS، وهي اختبارات عالمية تخضع لها عينة عشوائية من الطلاب يتم تقييم مستوى التعليم من خلالهم، وتكلفة هذه الاختبارات مرتفعة جدا لذلك لا يتسنى لدول مثل سورية المشاركة بها دون دعم من الدول الغنية.
منوها إلى أن التصنيف الحقيقي للعملية التعليمية في الجمهورية العربية السورية خلال السنوات العشر السابقة يعتبر أولوية لدى الدولة، وقد استمرت الدولة بتقديم العلم والمعرفة لجميع أبناء سورية حتى في أقسى ظروف الحرب، واحتضنت المدارس الأطفال من جميع المحافظات وقدمت لهم التعليم ضمن الظروف والإمكانيات المتاحة، وتتعاون الحكومة السورية مع المنظمات المحلية والدولية لتحسين بيئة التعليم وتوفير أفضل الفرص لتجاوز مشكلة الفاقد التعليمي الناتج عن تسرب الأطفال من المدارس بسبب الحرب وترميم المدارس التي خربها الإرهاب.
مشيرا إلى ما قامت به الوزارة من تطوير المناهج بالتعاون مع اليونسكو وفق أسس ومعايير علمية وتربوية حديثة، حيث تم وضع الإطار العام للمناهج التربوية الذي بني وفق كفايات القرن الحادي والعشرين والكفاءات المطلوبة للمواطنة، كما تم تدريب عشرات الآلاف من المعلمين للتعامل مع المناهج المطورة، إضافة لتطوير برامج دعم نفسي وصحي، وتعليم متمازج، وبناء منصات تعليم افتراضي تتيح المجال للجميع للتعلم.
ولم يغفل وزير التربية قيمة الشهادة السورية وخريجي المدارس السورية في الداخل أو الخارج، وخاصة بتحقيق النجاحات المستمرة بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.
هذا ولم يعط وزير التربية أي أهمية لما تنشره بعض المواقع عن خروج سورية من التصنيف لأنها لم تدخله منذ البداية، وبالتالي لا يشكل لها هذا التصنيف أي أهمية، وسورية أثبتت ولا تزال أن التعليم قدرها، وحب التعلم رغبة أساسية لأبنائها وستبقى مخرجات التعلم السورية هي الحكم في تصنيف التعليم. والتجربة السورية في استمرار التعليم خلال سنوات الحرب وجائحة كورونا تجربة فريدة قل أن نجد مثيلا لها في العديد من دول العالم التي نالت مواقع متقدمة في التصنيف المذكور.