تؤكد الوقائع والمعطيات على الأرض أن الولايات المتحدة الأميركية ما تزال تتشبث بخيارات وقرارات التصعيد على الأرض ليقينها أن ذلك بات الحل الوحيد للمآزق والأزمات التي باتت تلفها من كل اتجاه.
فما تقوم به واشنطن في سورية وفي المنطقة وخارجها، وفي عرض البحر وأعالي المحيطات، أضحى يشكل خطراً على الأمن والسلم والاستقرار الدولي، لأنه قد يشعل حرباً عالمية ثالثة يكون وقودها الغطرسة والهيمنة الأميركية وكل ما يختبئ تحت العباءة الأميركية من أدوات ومرتزقة وشركاء في الإرهاب والخراب والحرب.
الإدارة الأميركية تسرع الخطى نحو التصعيد دون اكتراث لنتائجه وعواقبه الكارثية، فهي قررت فتح كل الجبهات في آن معاً، ولاسيما مع إيران والصين وروسيا، حيث ألقت بكل دعمها لخلق بؤر توتر وتفجير بالقرب من الدولتين في أفغانستان وتايوان وأستراليا وأوكرانيا، ولعل التحذيرات الروسية كانت واضحة وحاسمة بالأمس عندما أعلنت موسكو على لسان سفيرها لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف من أنها سترد بقوة إذا ما حاول أحد اختبار قوتها، وهذا في معرض ردها على إمدادات الأسلحة الأميركية المتواصلة لأوكرانيا لإشعال فتيل الحرب، وهذا الأمر يتطابق مع تحذيرات روسية موازية لواشنطن من تزويد أستراليا ضمن ما يعرف بـ “شراكة أوكوس” بغواصات نووية وقاذافات استراتيجية، لأن من شأن ذلك أن يهدد ويقوض نظام واتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم.
الولايات المتحدة تلعب بالنار وقد فتحت كل أبواب الجحيم على العالم، ليبقى السؤال الأبرز في هذا السياق، هل بمقدور الأخيرة تحمل تداعيات وتبعات أي انفجار عالمي من المؤكد أنه سوف يأتي على كثير من القوة والهيمنة الأميركية؟، في وقت يحتاج العالم إلى تضافر الجهود لمواجهة الكثير من القضايا الإشكالية الخطيرة – الاقتصاد والمناخ والصحة – التي تهدد حياة كل شعوب العالم دون استثناء.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي