تعرضت بيارات الحمضيات منذ سنوات إلى حملة قطع من أصحابها نتيجة تردي مردودها وارتفاع تكاليف خدمتها.
وقبل هذا الموسم لم تكن هناك فروقات كبيرة في الأسعار بين الحمضيات وباقي المنتجات الزراعية من خضار وحشائش كما هو الحال في هذه الفترة.
حيث كانت عمليات قلع أشجار الحمضيات تجري بشكل محزن .. ولا سيما أن بساتين كثيرة تم قطع أشجارها الكبيرة والمنتجة التي تعطي كميات كبيرة من الثمار ومردوداً قليلاً لم يعد يغطي تكاليفها من “سماد وأدوية وسقاية وتقليم وقطاف وأسعار عبوات ونقل” ..الخ.
لتحل مكانها زراعات موسمية أخرى .. واليوم يزداد الخطر على تلك الزراعة أمام ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية الموسمية من “بصل وفجل وبطاطا وحشائش وغيرها” على سبيل المثال حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى ٣٠٠٠ ليرة سورية .. بينما لم يتجاوز سعر الليمون الحامض ٣٠٠ ليرة سورية!!.
وهذا ينسحب على باقي المزروعات حيث وصل سعر ربطة البقدونس إلى نحو ٥٠٠ ليرة سورية ما يعني أن سعر الكيلو غرام من البقدونس تجاوز الـ ٣٠٠٠ ليرة!!
ولعل المفارقة المثيرة للجدل أن المزارع يعمل طوال العام في زراعة الحمضيات حتى ينضج موسمه ليحصل على قروش مقارنة مع زراعة الخضار أو الحشائش التي تتضج خلال أشهر قليلة ليحقق أرباحاً كبيرة قياساً بأسعار الحمضيات!!.
حالياً وأمام تعثر عمليات تصدير الحمضيات إلى الخارج.. وفشل الجهات المعنية في تسويق هذا المنتج محلياً في أسعار تغطي التكلفة وتوفر هامش الربح المطلوب يتجه الكثير من أصحاب بساتين الحمضيات إلى التحول عن هذه الزراعة بحثاً عن مصدر دخل يعتاشون منه.. بما يهدد تراجع هذه الزراعة بشكل غير مدروس!!.
لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الحفاظ على هذه الزراعة .. وتنظيمها .. ودعمها بما يحقق توافرها وفقاً لحاجة القطر لها.. ويحقق الأمان للمزارع للاستمرار بزراعتها والانتقال إلى إنتاج الأصناف التي تقول فيها وزارة الزراعة والتي يمكنها المنافسة في الأسواق الخارجية من خلال مواصفاتها العالمية وأسعارها المجزية.
أروقة محلية – نعمان برهوم