الحدائق ضمن الأحياء السكنية رئة يتنفس من خلالها السكان الهواء ويرفهون عن أنفسهم فيها وتزيد مناطقهم جمالاً وحيوية، فهي من أساسيات تخطيط المدن وتشكّل مرافق عامة للتنزه ومتنفساً للعائلات وللأطفال في ممارسة الهوايات المفضلة بعيداً عن الشارع والساحات العشوائية التي تكثر في بعض المناطق.
إلاَّ أن الواقع يكشف عن سلبيات كثيرة تعاني منها هذه الحدائق، لجهة أن البنية التحتية موجودة لكن تغيب عنها خدمات كبيرة لجعلها جاذبة وملاذاً لقاصديها، فالمساحات التي خصصت لتكون حدائق وفسحات خضراء نضرة ونموذجية في بعض المناطق والضواحي السكنية أصبحت أرضاً جرداء ومكباً للقمامة وتيبست أشجارها وأعشابها وكثيراً ما تشتعل فيها الحرائق.
حتى أن معظمها بات مهملاً وغير مجهز بمرافق جذب وبحاجة إلى الكثير من الصيانة والتأهيل، فيما يطال الإهمال المقاعد الموجودة وغياب معظمها، والحاجة إلى الكثير من المرافق العامة التي تتطلبها، وباتت تعمها النفايات وبقايا النباتات وانتشار الأعشاب، ما أدى لتجمع الحشرات حولها بطريقة مزعجة إضافة للقوارض والحيوانات كالكلاب الشاردة مسببة الرعب والذعر في نفوس القاطنين.
الحدائق والمتنزهات أنشأت من أجل راحة المواطن وواجب علينا جميعاً أن نحافظ على المرافق الموجودة كالألعاب ودورات المياه والمظلات والأشجار، لكي تبقى سليمة يستفيد منها الجميع، فظاهرة تخريب الممتلكات العامة غير حضارية، وإن دلت على شيء فإنما تدل على العبثية والجهل اللذان يسيطران على عقول هذه الفئة، فليس هناك مستفيد، بل الكلّ متضرر.
باتت حدائقنا العامة بحاجة إلى قدر كبير من الاهتمام والتطوير من حيث الشكل والمضمون-فبالرغم من أنها قليلة جداً!! فإن الموجود منها لا يحمل صفات الحدائق العامة المتعارف عليها، وبات ضرورة ملحة إصلاحها وتجهيزها بما تحتاجه من مرافق والاعتناء بها أكثر.
ولا ننسى ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بثقافة الحدائق والمحافظة عليها وعلى الممتلكات العامة، كما أن هناك أهمية كبيرة لفرض غرامات على كلّ من يسيء التعامل مع الأماكن العامة، فالغرامة هي الحل الوحيد حتى يلتزم المجتمع بما عليه من واجب تجاه المرافق العامة التي يستخدمها.
أروقة محلية -عادل عبد الله