تعصف الحروب بأفعالها وتداعياتها السيئة بكلّ ما في المجتمع من قيم ومثل وعادات حميدة وتفرض سلوكاً آخر مفصلاً على مقاس مصالحها وحقدها، لطالما تظهر بين ليلة وضحاها جماعات ومجموعات متوحشة مرتزقة باعت نفسها للشيطان واعداء الشعب والوطن.
اذ أخذت تسرح وتمرح وتعبث بفعلها الإرهابي في كلّ شبر من التراب تتواجد عليه.
تتناقل الاخبار وعلى التواتر في الشمال والشرق السوري اجرام ميليشيا قسد بحق ابناء المنطقة صغيرها وكبيرها، صحيحها ومريضها وحتى المعوقين من شريحة المجتمع، حيث لجأت كغيرها من التنظيمات الإرهابية المتواجدة على ممارسة وحشيتها بامتياز من مداهمات للمنازل واعتقال الشباب واختطاف من يريدونهم وزجهم في القتال ضد أهلهم وذويهم، والأخطر أنهم يجبرون الأطفال والقاصرات على حمل السلاح وانشاء جيل مشوه في التفكير والسلوك.
إن ما تقوم به ميليشيا قسد من اجرام وسرقة وقرصنة لمقدرات وممتلكات أبناء المجتمع بدعم من القوى الخارجية المعروفة وعلى مرأى العالم بات سلوكاً طبيعياً، وكأن شيئاً لم يكن سوى حفلات من المجون والجنون والرغبة السادية في ارتكاب أفظع الجرائم اليومية ورغم كلّ هذه الفظائع من القوى المخططة والداعمة والمنفذة يغيب هنا أي صوت للمنظمات المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رغم الاحتفاء بحملة الستة عشرة لمناهضة العنف ضد المرأة كلّ عام من شهر تشرين الثاني.
وهاهن القاصرات في مدن القامشلي والحسكة وغيرها يسرقن من أنفسهن ويختطفن من انوثتهن وهن مجبرات بشكل وآخر على حمل السلاح والخروج من دائرة الإنسانية إلى دائرة الموت والتوحش وقتل روح الإنسان دون رحمة.
عين المجتمع -غصون سليمان