الملحق الثقافي:ديب علي حسن
كثيراً ما نذرف الدمع على ما كان نقيس الحاضر على إنجاز حدث وهو على غاية من الأهمية، ترك بصمته التي مازالت تعطينا الدفع والقوة .
فما أحد يمكن أن يقرأ تاريخ الصحافة الثقافية السورية، إلاّ أن يتوقف عند الملحق الثقافي لصحيفة الثورة الذي صدر عدده الأول في شهر آذار عام ١٩٧٦م وضمّ نخبة الكتاب والمبدعين السوريين والعرب ,من أدونيس إلى محمد عمران وعلي الجندي وأسعد علي وغيرهم كثيرون .
استضاف الملحق أسماء مهمة جدا ,نزار قباني نجاح العطار ,بدوي الجبل, لؤي كيالي …وآخرين حاورهم ..بل ذهب إلى الولايات المتحدة وحاورآرتر ميلر ا,لكاتب المسرحي العالمي ..
نعم ,كان حنا مينة,وسعيد حورانية ,وغيرهم ضيوفه سواء بالحوار أم الكتابة.
هذا البناء الثقافي الثر, ذخيرة لايمكن أن تنسى ,وهي أوراق خضراء نعيد نشر بعضها ..
أوقف الملحق, ثم عاد ,ولكن ظروف الصحافة الثقافية تغيرت ,كلّ شيء تغّير ,ومن يطالبنا اليوم أو يقارننا بما كان ليس على صواب فلا نحن كمن كان ,ولا الثقافة كما كانت .
اليوم عالم آخر, اهتمامات جديدة , معوقات بعضها موضوعي ,وبعضها الآخر ذاتي …قلة من يؤمنون بالعمل الثقافي والصحافة الثقافية …حسبنا أننا نحاول أن نعمل وهي دعوة للجميع لإثراء هذا الملحق …قد نترك بصمة ما, وعلى الأقل علينا أن نبذل ما استطعنا نعرف أنّ الثقافة والإعلام بلا إنفاق قد لا يستطيعان التحليق ولو مترا واحدا ..
مأساتنا في الوطن العربي ,أننا ننفق بسخاء على كلّ شيء إلاّ الثقافة حين نصل إليها تنكمش اليد, وتبدأ الحسابات التي تبدو ضربا من الانتقام …لابدّ من صنعاء, وإن طال السفر ..وشرف الوثبة أن ترضي العلا غلب الواثب أم لم يغلب.
التاريخ: الثلاثاء30-11-2021
رقم العدد :1074