الملحق الثقافي: ديب علي حسن:
حين كنت في مطلع الشباب، وشغف طرح الأسئلة التي لايمكن أن تجد الكثير من الإجابات عليها ..بل إن البعض ينهرك قائلاً :هذا أكبر منك ..ليس لك ..لكن لابد أن تجد أحداً ما يقدم أو يقرب لك شيئاً ما ..حينها نصحني أحد المدرسين بكتاب اسمه قصة الإيمان..
والكتاب معروف مشهور، انتشر كالنار في الهشيم …مازالت حكاية حيران الذي غذ السير إلى آفاق بعيدة حتى يحصل على جواب على أسئلة وجودية كبرى..مثل :متى وكيف وأين..
أسئلة من صميم الفلسفة التي تثير القلق الأولي، ومن ثم الراحة الكبرى..
يأتيه الجواب: الفلسفة بحر على شاطئه الزيغ والضلال وفي أعماقه الإيمان والراحة واليقين.
اليوم، ونحن باليوم العالمي للفلسفة على غير العادة ثمة أسئلة كبرى يجب أن تبقى ماثلة أمامنا وعلى طاولة البحث ..ولكن على ما يبدو أن الأسئلة الفلسفية الكبرى كما كل أسئلة الحياة لم يعد لها مكان ولا معنى أبداً.
لقد استهلكتنا الحياة وطحنتنا رحى اليومي العابر ..نسينا فلسفة الجمال والحق والخير..
ليس في سورية، وحدها إنما في الوطن العربي كله ..ولكن الأسئلة الكبرى يجب أن تطرح من هنا من سورية، ولاسيما أن الحرب علينا هي التي يجب أن تولد الأسئلة الكبرى..
ولكن لهاث الحاجات اليومية أصاب الجميع ومع كل الاستنزاف اليومي لطاقاتنا الروحية والفكرية ينبثق الأمل من جديد وتعود الفلسفة بأسئلتها الكبرى إلى الوجود ..ثمة حقل من المعارف يزهر من جديد ولا بد أن الثمر قادم.
الاحتفاء الذي كان يجب ألا يكون عابراً ونحن بأمس الحاجة إلى ترسيخ التفكير الفلسفي والعمل على نشره لنكون أمام جيل قادر على النقد الفكري الحقيقي ..لا الوقوف عند قشور الظواهر وعلى شاطيء ليس بذي عمق ..
والضحالة التي تبدو سمة الكثيرين في المشهد المسمى ثقافياً أو فكرياً تكاد تجعل الطحالب تغطي المشهد كله..وبالتالي العفن الذي سيكون.
نار الأسئلة الكبرى هي التي توقظ العقل وما أحوجنا إليه.
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ: الثلاثاء7-12-2021
رقم العدد :1075