الثورة – علي اسماعيل:
تحاول واشنطن عبثاً الوقوف في وجه الشراكات الصينية العالمية، خاصة أن بكين تعي تماما كيف تفتح منافذ جديدة لها من آسيا إلى إفريقيا على الرغم من كل الممارسات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي التي تهدف إلى خنق بكين لأن 40 بالمئة من إمدادات الطاقة الصينية عبر هذا البحر.
الصين تحاول درء المخاطر التي تفرضها واشنطن عليها عبر قواعد لها في نقاط حيوية واستراتيجية في العالم وخاصة القواعد البحرية التي تشكل مراكز تحرك لوجستية في مختلف البحار والمحيطات.
ومخاوف الولايات المتحدة تزداد مع كل تحرك صيني بهذا الاتجاه حيث ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقريرها نقلا عن الاستخبارات الأمريكية عن نية الصين بناء قاعدة بحرية عسكرية على الساحل الأطلسي لأفريقيا، مشيرة إلى أن المسؤولين رفضوا الحديث عن تفاصيل استنتاجات غينيا والمعلومات الاستخباراتية السرية، ولكنهم قالوا إن التقارير تزيد من احتمال امتلاك السفن الحربية الصينية القدرة على إعادة التسليح وإجراء أعمال الصيانة، مقابل الساحل الشرقي للولايات المتحدة، التهديد الذي يُثير المخاوف في البيت الأبيض والبنتاغون.
وبحسب تقرير الصحيفة، علق مسؤول في الإدارة الأمريكية أن القاعدة الصينية ستكون في دولة غينيا الاستوائية وهذا الأمر يثير مخاوف الأمن القومي الأمريكي، مشيرا إلى أن القاعدة ستكون تحديدا في مدينة باتا حيث لدى الصين ميناء تجاري خاص.
وكان وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو، قد علق في وقت سابق قائلا إن الصين تشكل أكبر تهديد لأمن بلاده واقتصاده حسب زعمه، مشددا على ضرورة تيقظ واشنطن لهذا التهديد.
وأشار خلال فعاليات (منتدى آسبن الأمني) في واشنطن إلى أن نية الصين استعادة تايوان يوما ما، سواء بالطرق السلمية أو العسكرية يشكل خطرا على الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، على حد مزاعمه.
يشار إلى أن الصين لطالما أكدت أنها لا تمثل تحديا ممنهجا لأحد، إلا أنها مصممة على حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، ودعت أكثر من مرة لضرورة تحسين التواصل بين بكين وواشنطن، وإعادة إرساء السبل اللازمة لتجنب سوء التقدير.