هناك انحباس مطري .. و رغم أنه مع ظهور هذا الكلام قد تصدق التنبؤات الجوية و يبدأ المطر بالهطل .. لكن كل المؤشرات تغلب أن يكون هذا العام ينتمي إلى السنين الجافة التي تسجل تقدماً مستمراً على حساب السنين المطرية .. الأمل أن يكون في هذا الشتاء ما يحفظ لأرضنا و شعبنا إمكانية الحياة مع ما يعاني منه معظم الناس .
الجفاف ليس جديداً في حياتنا .. و ليس أيضاً من خصوصيات بيئتنا .. الجفاف يمثل معاناة البشر على الأرض منذ بدء الخليقة .. و قد عانت الشعوب عبر تواريخها كثيراً من الجفاف . و استهدفته الثقافة البشرية بالأدعية و الاستعراضات و الصلوات وصولاً إلى تقديم الأضاحي مقروناً بالرجاء .. و كان الجفاف على مر التاريخ السبب الأهم في هجرة الشعوب و تدمير و بناء الحضارات ..
فإذا كان هذا عام جفاف ، فالجفاف ليس جديداً علينا و قد تعلمنا سابقاً مقاومته و التعايش معه .. و علمنا هو أنه بعد الشدة فرج و بعد الجفاف و الانحباس .. تهطل الأمطار و ترتوي الأرض .. و يكون انفراج بعد الانحباس ..
لكن .. إذا كنا مع الجفاف نستطيع التعايش .. و ننتظر الانفراج .. ماذا نفعل مع الفساد؟!
هل يأملون منا التعايش أيضاً مع هذه الكوارث التي تزدهر اليوم و الدنيا جفاف !!
الجفاف نتحمله .. ونتعامل معه و نستعين عليه بالصبر و رحمة رب العالمين و نبل الطبيعة .. فبماذا و بمن نستعين لتحمل كل هذا الفساد.
نستعين برب العباد … هذا صحيح .. لكننا حتى أمام الله نخجل من حالنا و صبرنا و فقرنا إلى حدود الجوع بالمعنى الكامل للكلمة. بالتقدير السليم و الرجاء الصادق نامل أنها ستمطر و أن الجفاف لا بد متراجع إلى هذا الحد أو ذاك .. أما الفساد فلم يرتسم لنا معه بعد مخرج ولا حتى أمل ..
هل نؤسس من أجل مقاومة الفساد لصلاة تشبه صلاة الاستسقاء .. ؟!
هذا عبث .. فالفساد لن يتأثر بصلاة ولا دعوات .. و لا بد له من حرب حقيقية تحتاج العقل والإرادة الرافضة دون خوف أو خجل.
معاً على الطريق -أسعد عبود