الغرب يتخبط في عجزه لاحتواء القوى الدولية الصاعدة

 
مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون السياسة (الدفاعية) بقيمة 768 مليار دولار، وهي أكبر ميزانية عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا يثبت مجددا أن الإستراتيجية الأميركية تعتمد في جوهرها على استخدام منطق القوة الغاشمة لتوسيع مروحة أهدافها الاستعمارية بما يتيح لها الاستمرار بفرض مفهوم القطب الواحد.
مشروع القانون تم إقراره بأغلبية ساحقة من قبل نواب الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، ما يعني أن كل ما من شأنه تقويض الأمن الاستراتيجي العالمي، هو محل توافق مطلق بين هذين الحزبين، وبحسب ما يتضمنه مشروع القانون -الذي أحيل إلى مجلس الشيوخ في طريقه للتوقيع عليه من قبل الرئيس جو بايدن- فقد تم تخصيص ميزانية ضخمة لمواجهة الصين وروسيا وبناء القوة العسكرية لأوكرانيا، وتتضمن كذلك حزمة لتمويل الأسلحة النووية، وبذلك تغلق إدارة بايدن أبواب الحوار والدبلوماسية مع الصين وروسيا، ولم تترك أمامها سوى خيار المواجهة، والتي قد تصل لحد التصادم العسكري بحال غرقت أكثر في حساباتها الخاطئة، وارتكبت إلى جانب معسكرها الغربي أي حماقة عسكرية.
الدول الأعضاء فيما يسمى مجموعة السبع الكبار، تعقد اليوم وغداً اجتماعاتها في ليفربول البريطانية على مستوى وزراء الخارجية، وقد وجهت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس عشية الاجتماع الوزاري رسالة تصعيد واضحة ضد من يضعهم الغرب في خانة الأعداء، وقالت:(ستتحدث أقوى الديمقراطيات في العالم ضد المعتدين الذين يحاولون تقويض الحرية، وإرسال رسالة واضحة مفادها أننا نقاتل كجبهة موحدة ضد المعتدين العالميين)، في إشارة لكل من روسيا والصين، وكذلك إيران، ومزاعم تراس بأن الدول السبع المجتمعة هي (ديمقراطية) يتناقض مع السلوكيات والتصرفات العدوانية لتلك الدول التي تسير وفق السياسة الأميركية ورؤيتها الزائفة لمفهوم (الديمقراطية)، وهنا يصح وصف الخارجية الصينية بأن (الديمقراطية أصبحت منذ فترة طويلة سلاح دمار شامل تستخدمه الولايات المتحدة للتدخل في الدول الأخرى).
رفع سقوف التهديدات الغربية ضد روسيا والصين، بالتزامن مع مشروع القانون الأميركي بشأن الميزانية العسكرية الضخمة التي طالب بها بايدين سابقاً، يدل على حجم مخاوف واشنطن من قرب انتهاء الدور الأميركي في العالم، وهذا دليل عجز وتخبط في كيفية احتواء تعاظم القوتين الصينية والروسية، وكان لسياسة ترامب الهوجاء دوراً كبيراً في دفع تلك القوتين نحو هذا الصعود المتسارع، ولكن بايدن لم يستوعب هذه الحقيقة بعد، ويسعى لفتح جبهات صراع على النفوذ الدولي، نتائجها ليست مضمونة للمصلحة الأميركية، فروسيا والصين أثبتتا تفوقهما على الساحة الدولية، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وجمعتا حولهما حلفاء دوليين كثر، يشكلون ثقلاً كبيراً في رسم مسار التوازنات العالمية، فإذا كان بإمكان أميركا وأتباعها الغربيين البدء بأي حرب محتملة، فبكل تأكيد لن يكون بمقدورهم إنهائها لمصلحتهم، وهذا ما يؤكده واقع حال المعادلات الدولية الجديدة، التي ترسي الدعائم القوية لولادة عالم متعدد الأقطاب.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا