حتى تثمر أرواحنا محبة وخيراً.. لابد أن يكون هناك قبضة من أمل، بعد أن أصبحنا نقبض على جمر الخلاص والصبر في هذا الزمن الملتهب الذي أحرق أحلامنا وطموحاتنا وجعلها جمراً تحت رماد الأمل الذي ستبقى جذوته حاضرة ومشتعلة في نفوسنا وأرواحنا؟، خاصة ونحن الذين زرعنا هذه الأرض بأحلامنا التي رويناها بدمائنا وتضحياتنا وصمودنا الذي تخطى حدود المستحيل.
لكن من يوقظ إنسانية البعض من سباتها الطويل؟، سؤال بات يتردد على ألسنة الكثيرين أمام هذا التوحش الذي بات يسيطر على كل تصرفاتنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا بمختلف أشكالها، فلم يعد همنا سوى اللهاث وراء الماديات و الوهم والسراب الذي أغرقنا في خداعه الوجداني حتى أضحت مشاعرنا خشبية وأرواحنا خاوية من كل شيء إلا من الجفاف والتصحر الذي تجاوز حدوده وبلغ فينا كل مبلغ.
رغم كل هذا اللهاث خلف المجهول و اللا معقول، لا بد أن يكون هناك قبضة من أمل، أو حتى فسحة من حلم، كي نحتضنه كما تحتضن أم طفلها، أو كما يحتضن طفل حلمه البريء ببراءة طفولته، بل سنحاول أن نضمه إلى أضلعنا بكل ما أوتينا من إرادة الحياة وسنحرص ألا يتسرب من بين أصابعنا وضمائرنا حتى لو كانت أحر من الجمر!؟.
التصحر الأخلاقي والإنساني بات يجتاحنا بشكل ملفت ومطرد، إلى حدود الفجيعة، فغيث مغيث من إنسانيتنا تحيي ما مات فينا، حتى تزهر أحلامنا وضمائرنا، وتثمر أرواحنا خيراً ومحبة وإنسانية من شأنها أن تدفع بكل وحوش المال والغلاء وتجار الأزمات إلى ظلمات الجحيم.
عين المجتمع- فردوس دياب