الثورة :
مرة جديدة تضاف إلى العديد من المرات المريرة يتفاجأ المواطن برفع سعر مادة البنزين التي لم يمض على زيادة سعرها أشهر قليلة، حيث لا يخفى على أحد تداعيات هذا القرار على مشكلة النقل والمواصلات التي بدورها تشهد قبل زيادة السعر حالة من التخبط والمعاناة الشديدة وصلت حداً كبيراً لا يطاق فما بالك بعد قرار رفع السعر وكأننا أمام دوافع وأسباب موجبة لتفاقم أزمة النقل والمواصلات دون أي التفات إلى المعالجة أو حتى الحدّ من تداعياتها ومنغصاتها الحياتية اليومية.
تُرى ماذا تقول السلطة التنفيذية للمواطنين من خلال زيادة السعر..؟! وماذا يمكن لهذا المواطن أن يقول أو يرد؟! مزيداً من المعاناة والأعباء والتكاليف تضاف إلى واقع معيشي ضاغط جداً جداً على جميع الصعد.
هل فكرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بما ينتج عن ذلك؟ خاصة أننا في موسم المدارس والجامعات والشتاء ؟.
فإذا كانت هناك أسباب موجبة لزيادة السعر ولضرورة توفر المادة ومنع فقدانها كما تبرر الوزارة والجهات المعنية الأخرى، فإن الضرورة القصوى ،والحاجة الماسة، والواقع المعيشي الذي لا يستطيع أن يتحمله المواطن والذي زاد وأصبح يسير من سيئ إلى أسوأ وغير ذلك يقتضي تصحيح الأجور والرواتب وملحقاتها من تعويضات ليس فقط بمعالجة أو تصحيح بسيط بل تحتاج إلى إعادة نظر جذرية وأن تضرب نسبها بالمئات.
وإذا كانت المصلحة العامة تقتضي رفع السعر فإن المصلحة العليا تقتضي وتستلزم تحسناً سريعاً ومحسوساً وكبيراً في الواقع المعيشي والخدمات التي يحتاجها المواطن الذي هو البوصلة كما وجه وقال السيد الرئيس بشار الأسد.
خلال فترة قصيرة جداً زادت الأسعار بنسب كبيرة جداً ورفعت الحكومة أسعار جميع المواد والسلع والمشتقات النفطية مرات عديدة ومرات مع المياه والكهرباء والهاتف ورسوم أخرى لكنها تتباطأ وتنسى أو تتناسى زيادة “محرزة” للرواتب والأجور ومتمماتها وتتأخر كثيراً ،حيث نسمع عن وعود ودراسات ومقترحات ،وتعدنا الحكومة في كلّ مرة بأن الواقع المعيشي في طريقه إلى التحسن والازدهار لكن الواقع غير ذلك ولم نلمس شيئاً..!
البنزين مرة أخرى وقبله كان الغاز والكهرباء وربما بعده المازوت وأشياء أخرى ولسان حال المواطن يردد: إلى متى..؟!
حديث الناس – هزاع عساف