الثورة :
لا جدال في أنّ الدور المناط بالأمم المتحدة هو أقل بكثير من الهالة الكبيرة المرسومة حول هذا الدور، بحيث لا يكاد يتجاوز ما يلعبه مبعوثوها في الأزمات الدولية بسبب تدخلات الولايات المتحدة وضغوطها، وقد اختبر السوريون خلال حرب العشر سنوات الماضية ضحالة هذا الدور لنفس الأسباب.
في الحقيقة لم يفاجئنا المبعوث الدولي غير بيدرسون خلال زيارته الأخيرة لدمشق بما قاله بشأن العملية السياسية في سورية، ولاسيما الزيارات والمحادثات التي أجراها مع دول عربية وأوروبية بالإضافة للولايات المتحدة والتي نتمنى أن تؤسس لمرحلة جديدة، تتجاوز العقد المتمثلة بالموقف الأميركي.
ربما يبدو مخيبا بعد مرور نحو ثلاث سنوات على مهمة بيدرسون الحديث عن البدء باستكشاف السبل الممكنة لإحراز تقدم في العملية السياسية” وعن “الأمل ببناء بعض الثقة” من أجل “المضي قدماً” في هذه العملية، بالنظر للظروف القاسية التي يعيشها السوريون داخلاً وخارجاً نتيجة الحرب المفروضة عليهم وسياسة الحصار والعقوبات المطبقة بحقّهم من قبل أميركا وحلفائها .!
فمن الضروري من أجل نجاح مهمة المبعوث الأممي أن يوضع حداً للجهات المعرقلة للحل في سورية والتي تمارس العدوان والاحتلال للأرض السورية، وتواصل دعم الإرهاب بأشكال مختلفة، وتحرض بعض السوريين على رفض أي مبادرة إيجابية للحل السياسي- وهي معروفة للجميع – ومن الضروري إقناعها بالكفّ عن ممارساتها التعطيلية والتخريبية، فقد آن الأوان للأمم المتحدة أن تبذل أقصى جهودها لدفع الولايات المتحدة لتغيير سياستها التخريبية، فهي لا تزال تشكّل المعضلة الرئيسية أمام الحل.
فمن واشنطن يبدأ الحل وليس من دمشق التي كانت السباقة في طرح الحلول والمبادرات وتلقفت كل المساعي الإيجابية والصادقة من أجل الخلاص من محنتها، لأنها صاحبة المصلحة الأولى في الحل وهي المتضرر الأكبر من تأخره.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود