الثورة :
لا يحتاج العمل التطوعي إلى مناسبة خاصة لتقديم نفسه كعمل إنساني يفتح أبواب المساعدة الاجتماعية على مصراعيها لتقدم ذاتها على طبق من حاجة لمن يستحق الدعم والمساعدة .
فقد علمتنا المحن والتجارب أوجه مختلفة لآليات وأساليب العمل التطوعي والذي يبدأ من ذات الإنسان نفسه لطالما هو المحرك الأول لفعل الخير أوالشر ،بغض النظر عمن يرسم السياسات، ويوزع الأدوار ،ويحرك الأشرعة .
وبالتالي فإن الفعل التطوعي هو قيمة مضافة أظهرها الإنسان ويظهرها منذ وجد على هذه الأرض وتطورت مع تغيرات المجتمع وماطرأ على جوانبه من إبداع الحاجات .
في المجتمع السوري أخذ العمل التطوعي صوراً شتى على جميع الأصعدة خاصة في السنوات العشر الأخيرة من عمر الحرب العدوانية على سورية ،فكانت المبادرات الشبابية والنسائية والخيرية بالمئات تقدّم المساعدات والمعونات وتساهم برعاية الأطفال والمحتاجين وكبار السن، ورفد العملية التعليمة في مراكز الايواء وغيرها من المناطق المهجرة ،وإلى هذه اللحظة تتوالى المبادرات التطوعية الخيرية والإنسانية كتقديم القرطاسية واللباس المدرسي للعديد من المدارس المحتاجة، أو تقديم المساعدة المادية لإنجاز مشاريع عملية لمن ليس له القدرة على ذلك .
حيث بدا التكافل الاجتماعي في أرقى سماته من خلال العمل الشعبي والأهلي والمؤسساتي ما ساهم ببلسمة الجراح وتضييق مساحة الفجوة على امتداد الجغرافية الوطنية .وخير مثال عيد الشجرة الذي نحتفل به كلّ عام لغرس مئات الالاف من الأنواع الخضراء.
عين المجتمع – غصون سليمان