من ينثر الياسمين

 الملحق الثقافي:شهناز صبحي فاكوش:

 حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض.. تلك جملة منحوتة على لقى أثرية سورية.. (تتمتها) أنت سوري وسورية مركز الإله السوري بعل.. كان هذا قبل 5000 عام ق.م.. بلدنا التي نفخر بها عاشت للسلام مدى نشأتها وزمانها..
سورية عرائش بياض الياسمين تنثر نجوم الحب والمحبة والسلام، حين كان زمان الحرب والقتال والموت الزؤام يحيق ببلاد العالم، كانت تلقي بالسيف لصالح معول الزراعة والحب فتخضوضر أرضها وتنتشي عرائش ياسمينها ليحدِّث عَبقها نسائم العمر فيزهر الشباب.
يجب أن تكون الأيدي طاهرة نقية نظيفة من دم الأبرياء، حتى يليق بها نثر الياسمين.. مرة على رفات الشهداء وأخرى على سواعد البنائين.. وثالثة تزين بالياسمين تيجان الغار لتكلل بها رؤوس العلماء والمبدعين.. وطن المحبة والسلام، وطن كل من ضاق زمانه وفقد وطنه.
هل يستحق أبناؤه شظف العيش فتنهكهم الحياة ليكونوا غرباء داخل وخارج حدوده.أي زمن نحن فيه هذا الذي شتت الأبناء والأحفاد ممن ضاقت بهم الدنيا، حتى رموا المعول والسيف بحثاً عن أمان مزعوم جُلّهُ وهمٌ ودموع على وسائد خالية إلا من سهاد وأرق وحنين للوطن.
أرادونا دولة فاشلة مطبقين سلم الوصول الذي رسموه بحِرْفية رهيبة.. لكنهم فشلوا.. ونحن رفعنا النصر على صهوات جيادنا المطهمة.. تشاركها بتلات أعمارٍ مختلفة تنامت في غير زمن.. لو عاشه غيرنا لدمَّرَ حياتهم في عشرٍ من أوراق تقويم الزمن المعتم الذي مر بنا..
لكن من اصطفانا للحب والزرع والحياة، مكننا من روائز الصمود لنُحْكى أسطورة في زمن آخر، لا يفهمه إلا الجبارون العاشقون لأوطانهم.. نحن بناة العقول والأبدان.. عباقرةً ملؤوا الدنيا وشاغلو الناس.. أناس تعرف جيداً كيف تكتب التاريخ وترسم الخرائط دون تشوهات.
السوريون حملة الإبداع والتميز أينما حلوا، أقلامهم حبرُ دَواتها دماؤهم.. وأوراقهم شغاف قلوبهم، رسائلهم مزينة بالياسمين، هذا الذي يزهر في أشد الظروف قساوة.. فياسميننا يزهر حتى في الشتاء، لا البرد ولا الصقيع يمنعه عنا، فهو الرائع الذي لا تنال منه الفصول.
لا تفقده عوامل الطبيعة عبق رائحته التي تتعشق الأرواح التائهة، لتدلها على درب سورية حين تختلط عليها الدروب في محاشر بلاد الهوام والتيه.. أي تاريخ كان وأي تاريخ نكتب الآن.. أيها الزمن القادم كفكف دموع الحنين من عيون التائهين فدرب سورية دليله الياسمين.
القلوب النقية البيضاء كقمصان الياسمين التي ترتديها عرائشه.. لا تنفك تغطي طرقاته وشوارعه، تكتب رسائل السلام في أنحاء أزقته، رغم رائحة الموت من أشلاء الضحايا ولطخات الدماء على الشرفات وجدران الحارات التي نالت منها قذائف الحاقدين..
ليس كمثلِك سورية.. يا أغنية أورنينا.. وحفيدة دورا أوربوس.. يا أخت زنوبيا.. وتوءم زمرليم عاشق مملكة ماري ومليكها.. يا جارة الوادي.. وصفية خاتون.. يا ملاذ التائهين.. يا سنابل حوران.. وأرض التين والزيتون.. من مثلك عاشقاً صَبَّاً ينثر الياسمين..

التاريخ: الثلاثاء14-12-2021

رقم العدد :1076

آخر الأخبار
انطلاق المرحلة الثانية من حملة مكافحة التسول في حلب حي الأعظمية بحلب.. يختنق بين الأرصفة المشغولة والشوارع المغلقة مدارس عندان شمال حلب..تنتظر الدعم لبدء عامها الدراسي الجديد استمرار حملة إزالة الأنقاض في منطقة خان شيخون محافظ إدلب يطلق مشروع ترميم وتأهيل 25 مدرسة في جبل الزاوية وكفرنبل محطتا مياه عينجارة بريف حلب تعودان للخدمة ألكاراز بطلاً لفلاشينغ ميدوز التصفيات الأوروبية المونديالية.. سداسية للإسبان والبلجيك رسائل سريعة من حمص العديّة إلى الجمعية العمومية.. تطلّعات وأمنيات أستراليا تحتفظ بلقب سلة آسيا للناشئين سلة أوروبا للرجال.. خروج فرنسا وإيطاليا من البطولة نادي الشهباء للفروسية بحلب .. إرادة تعيد للحصان صهيله وللمدينة روحها انتقاء منتخب سيدات دمشق للشطرنج مصر وتونس والجزائر على أبواب المونديال مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا