في ذكرى الضم المشؤوم.. الجولان سوري وسيعود

الثورة – عبد الحليم سعود:

كثيرون مروا على هذه الأرض ولم تتغير هويتها أو تخرج من وجدان أصحابها الشرعيين لأنها بقيت محفوظة بدماء أبنائها وبطولاتهم وتضحياتهم العظيمة وصمودهم ومقاومتهم.. هذا هو حال الجولان العربي السوري المحتل الذي تصادف اليوم الذكرى الأربعون لضمه الباطل من قبل الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، حيث أقدم الكنيست الإسرائيلي في الرابع عشر من كانون أول عام 1981 على إصدار قراره المشؤوم بضم الجولان العربي السوري، في محاولة يائسة منه لوضع أرض الجولان وسكانه العرب السوريين تحت سلطة قوانينه التعسفية المنافية للقانون الدولي، وهو ما شكل صفعة لكل الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية المتعلقة بهذا الجزء الأصيل من الأرض السورية، وانتهاكا صارخا لكل المواثيق والأعراف الدولية التي تجرم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، فالجولان العربي السوري كما يعرف الجميع تم احتلاله في عدوان حزيران الآثم عام 1967 وتهجير الآلاف من أبنائه في ترانسفير صهيوني وحشي مشابه لما جرى أثناء جريمة اغتصاب فلسطين المحتلة عام 1948، ولكن جرائم الاحتلال وقوانينه الظالمة عجزت عن تفريغ الجولان بالكامل من أصحابه وأهله الشرعيين ليبقوا على الدوام شوكة في حلق طموحاته وأطماعه التوسعية البغيضة، يذكرونه كل يوم بنضالهم ومقاومتهم اليومية وتمسكهم بهويتهم العربية السورية وصمودهم الراسخ أنهم باقون متجذرون في أرضهم مدى الدهر وأن مصيره الزوال مهما طال احتلاله الغاشم.
ففي كل مناسبة يؤكد أبناء الجولان الأحرار بصور متعددة من صور الصمود والمقاومة أن الجولان بكامل أرضه وسكانه ومائه وترابه وسمائه هو عربي سوري منذ الأزل وسيبقى كذلك، وأما المحتل فهو زائل شأنه شأن كل المحتلين الذين سبقوه عبر العصور، وليست مجرد مصادفة أن يندحر الروم البيزنطيون والفرنجة والمغول عن أرض سورية على مشارف هذه البقعة الغالية من أرضها، وأن يتم تمريغ أنف الاحتلالين العثماني والفرنسي على ترابه الطاهر من قبل أبناء الجولان.
وفي الذاكرة القريبة كاد الجولان العربي السوري يتحرر بكامل ترابه في السادس من تشرين الأول عام 1973 حين زحف أبناء الجيش العربي السوري أبطال حرب تشرين المجيدة لتحريره من غاصبيه، صنعوا ملاحم وبطولات على سفوح جبل الشيخ سطرها لهم التاريخ بأحرف من نور، ولولا تدخل الولايات المتحدة الأميركية بكامل سطوتها الدولية وثقلها العسكري وخروج الشقيقة مصر من المعركة بقرار فردي من قبل السادات لكان الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري من الماضي، حيث تشهد حجارة مدينة القنيطرة المحررة على ذل انسحابه وهو يتقهقر منتقماً من الحجارة والأبنية التي لفظته.
وبالعودة إلى ذكرى الضم المشؤوم فقد تحدى الكيان المحتل كل المواثيق والقوانين الدولية وأعلن ضمه للجولان العربي السوري المحتل بقرار تعسفي جائر من قبل الكنيست الإسرائيلي، في تأكيد على أنه كيان مارق غير شرعي ولا يعترف بالشرعية الدولية، ليلقى هذا القرار الظالم شجباً وتنديدا واستنكاراً من أغلب دول العالم، في حين أصدرت الجمهورية العربية السورية بيانا مساء الرابع عشر من كانون أول 1981 حذرت فيه من الآثار الخطيرة التي يخلفها قرار الضم مؤكدة أنها ستحتفظ لنفسها بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة للتصدي للقرار ومحو آثاره، معتبرة إياه خرقا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة، وأشبه بإعلان حرب على سورية وإلغاء لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974.
وبروح التحدي واجه الجولانيون الأبطال قرار الضم المشؤوم وأعلنوا إضرابا عاما ومفتوحا في الثاني عشر من شباط عام 1982 شمل كل أراضي الجولان المحتل استمر ستة أشهر وشارك فيه أهالي الجولان كافة، حيث تقرر في الإضراب إحباط مؤامرة فرض الجنسية الصهيونية عليهم، وإحباط تنفيذ الأحكام الإدارية الإسرائيلية مثل انتخابات المجالس المحلية وغيرها، ورفض التجنيد الإجباري من قبل سلطات الاحتلال، ورفض الاحتلال وقانون الضم جملة وتفصيلا، وتجسيد وحدة وطنية تعتبر الجولان جزءا من الوطن الأم سورية بانتمائه وهويته التي لا بديل عنها، وعزل كل العملاء ممن حصلوا على الجنسية الإسرائيلية – على قلتهم – عن المجتمع ومقاطعتهم نهائيا.
وقد تخلل الإضراب المفتوح مظاهرات عارمة ومواجهات عنيفة مع سلطات الاحتلال أصيب خلالها العديد من جنود الاحتلال بجروح، حيث عجز الاحتلال عن كسر إرادتهم أو وقف إضرابهم إلا بعد أن قدم بعض التنازلات ليوقف حالة الشلل التام التي نجمت عن الإضراب.
وفي كل عام يحيي أهلنا الشرفاء المقاومون في الجولان ذكرى الضم الإسرائيلي المشؤوم بفعاليات متعددة تؤكد هويتهم العربية السورية وتمسكهم بعودة الجولان لحضن الوطن الأم، ورفضهم للاحتلال ومشاريعه وإجراءاته الباطلة، مؤكدين أن هذا التشريع الصهيوني باطل ولاغ ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب فيه.
وقد أثبت أهلنا في الجولان خلال الحرب الإرهابية على وطنهم الأم سورية والتي كان الاحتلال الإسرائيلي جزءا منها ولا يزال بأنهم لا يقلون وفاء وتضحية عن أشقائهم في الداخل، وقد فضحوا بالأدلة مشاركة وتعاون الكيان الصهيوني مع الجماعات الإرهابية في التآمر على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وسيادتها، وكان لهم مواقف مشرفة عكست انتماءهم الصادق لسوريتهم وتمسكهم بعروبة الجولان وعودته كاملا لوطنه الأم سورية.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية