الثورة :
بعد فشل إجراءات حماية المناخ في العديد من بلدان العالم والإخفاق الكبير الذي منيت به الدول الأكثر تسبباً في الانبعاثات في قمة كوب 26 بدأت تداعيات ذلك الفشل جلياً حيث صبت الطبيعة جام غضبها خلال الأسابيع القليلة الماضية من خلال سلسلة من الأعاصير اعتبرت الأشد والأكثر تدميراً عبر الأعوام الماضية.
فالأعاصير التي اجتاحت مدنا ومناطق مختلفة من العالم خلفت وراءها مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين وخسائر اقتصادية كبرى في البنى التحتية كانت بدايتها من مدينة ليونروك في هونغ كونغ بإعصار مدمر أسفر عن خسائر اقتصادية كبيرة.
ولم تكن مدينة كومباسو جنوب الفلبين بعيدة عن انتقام الطبيعة حيث استفاق سكانها في الـ 11 من تشرين الأول الماضي على هول إعصار لم تشهده المدينة من قبل مصحوباً بأمطار وعواصف رعدية قوية أدت إلى مقتل تسعة أشخاص وفقدان 11 وإجلاء 1600 شخصاً.
وفي الوقت الذي كانت فيه مدينة كومباسو تقيم أضرار الاعصار الذي ضربها اجتاح إعصار ريك في الـ 25 من تشرين الأول سواحل جنوب المكسيك برياح عاتية بلغت سرعتها 140 كيلومترا في الساعة متسببة في تدمير الممتلكات واقتلاع الأشجار وإجلاء آلاف السكان من منازلهم وفقا لوكالة فرانس برس.
ومن باب المصادفات غير السعيدة استفاقت في اليوم العصيب نفسه الذي شهدته مدن سواحل جنوب المكسيك مدينة كانساس جنوب الولايات المتحدة الأمريكية على إعصار اعتبر الأقوى في تاريخ المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي مصحوباً بعواصف وامطار غزيرة خلف وراءه حالة من الذعر والخوف بين السكان ودمارا كبيرا لحق بالمنازل والممتلكات العامة.
ولم تتوقف أحجار دومينو الأعاصير عند مدينة كانساس الأمريكية بل تدحرجت لتصل مدينة مديكان الإيطالية بإعصار ضربها في الـ 26 من تشرين الأول مغرقاً الطرق والحقول ومحدثاً انهيارات أرضية عطلت الحياة في المدينة وأجبرت السلطات الإيطالية على إغلاق وتعطيل حركة النقل الجوي حسب وكالة رويترز.
وأحدث مشاهد غضب الطبيعة وليس آخرها وفقا للباحثين ما تعرضت له ولاية كنتاكي الأمريكية وولايات أخرى.. كارثة طبيعة اعتبرت الأولى من نوعها في الولاية عبر تاريخها تمثلت بإعصار وصفه الرئيس الامريكي جون بايدن بأنه مأساة تفوق التصور حيث حول الولاية الى مدينة أشباح تفوح منها رائحة الموت في كل ارجائها بعد ان أسفر الاعصار عن مقتل ما يقارب 100 شخص في إحصائية أولية ومئات المفقودين وآلاف المشردين وخسائر امتدت حتى مئتي ميل أتت على المنازل والمصانع والمستودعات والمرافق العامة ما أجبر الرئيس الأمريكي إلى إعلان حالة الطوارئ في الولاية ونشر فرق للبحث عن جثث القتلى والناجين إن وجدوا.
وعلى ما يبدو أن انتقام الطبيعة سيتواصل في إطار عدم وجود إرادة دولية حقيقية لخفض الانبعاثات والتي عكسها فشل مفاوضات مؤتمر المناخ كوب 26 الأخير حيث جاءت الخيبات بحجم الكارثة.