“شتِّي يا بيروت”.. حكاية قابيل وهابيل بنسخة معاصرة

الثورة – لميس علي:

بعض الأعمال والنصوص الدرامية، لا تهم فيها النهاية، تبقى محض خلاصة يجب الوصول إليها..
ويبدو عمل “شتي يا بيروت”، خلافاً لظاهر قصته، منتمياً لهذا النوع.. بما امتلأ به من إشارات وإسقاطات إلى الزمن الراهن.
العمل الذي يأتي من كتابة السيناريست السوري بلال شحادات، إخراج إيلي سمعان، إنتاج شركة الصبّاح، والبطولة مشتركة (سورية ولبنانية)، لا ينسى أن يوظّف وصفة التشويق ضمن تفاصيل حكايته ليغدو أكثر قبولاً، وبالتالي نجاحاً وفق مقاييس السوق الدرامية الحالية.
وبما قدّمه النص، إلى الآن “الحلقة الرابعة عشرة” يزدحم بمضامين قادرة على منحه بُعداً درامياً وإنسانياً يضمن اجتذاباً جماهيرياً لا بأس به.
لكن خلافاً لكل مظاهر التشويق وتتبّع تفاصيل قصته، ما هي الأشياء والرسائل التي يبدو أن السيناريست السوري شحادات أراد إلقاءها قبالة بصر وبصيرة المتلقي.. مع أنه لم يبخل بمنحه حكاية تجذبه وبالتالي تقدم له المتعة..؟
حكاية العِداء بين الأخوين “عبد الله” ويؤدي دوره النجم عابد فهد، و”عبد القادر” ويؤديه إيهاب شعبان، التي على ما يبدو أنها موروثة من عِداء كان بين أبيهما وأخيه.. وصلت بالأخ الأصغر عبد القادر لمرحلة يريد فيها قتل أخيه عبد الله إرضاءً لابنة عمه وحبيبته “يم، لين غرة” التي تدفعه لأخذ ثأر أبيها من عبدالله.
على هذا النحو ستزداد كرة الكره والأخذ بالثأر.. وستدخل العائلة بدوامة الدم الذي فرّق هنا ولم يجمع.. لنصبح أمام حكاية الإخوة الأعداء أو نسخة جديدة معاصرة من حكاية قابيل وهابيل.. بمختلف تشعباتها وأبعادها المعاصرة.
صحيح أن الحكاية الأساسية، حكاية الشقاق والخلاف بين الأخوين، كانت تشي بخلافات الدم وعسر التئام جراحها، إلا أننا في المقلب الآخر من العمل سنرى حكاية معاكسة لذلك، هي حكاية الأختين “نور، زينة مكي”، و”أماني، إلسا زغيب”، وكيف أنهما تضحيان بكل شيء لغاية تأمين تكلفة العملية الجراحية التي يفترض أن تنقذ والدهما من وضع سيئ.
هكذا يقدّم “شحادات” نوعاً من التوازن في مسارات (الدم) التي قد تُنشئ إخوة أعداء، وبذات الوقت تمنح إخوة رحماء..
هل أراد الإيماء إلى أن معظم خلافات إنسان اليوم وحتى إنسان ما قبل اليوم، كانت بسبب صراعات ذكورية.. أي بسبب عقلية ذكورية..؟!
ولتبقى الأنثى هي رمز صون صلة الدم، صلة الرحم وفق قواعد إنسانية رحيمة..
إسقاطات العمل ورسائله البعيدة تجعل عين المتلقي تنساق قليلاً “بعيداً” عن تفاصيل الأكشن والتشويق لأنها، على ما يبدو، تفاصيل أصبحت ضرورة ضمن أي قالب درامي.
“شتي يا بيروت” يرتكز، بالإضافة إلى النص، على بطولة النجم عابد فهد، الذي ينوع في أداءاته.. وفي شخصيته هنا يجتهد كما عادته ليمنحنا متعة مضافة.. وأصاب نجاحاً.. لكنه نجاح لم يطغَ على ملاحظة أن سمات الشخصية بحاجة لممثل أصغر عمراً

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة