اعتقد بعض المتفائلين الدوليين أن قدوم جو بايدن إلى رئاسة النظام الأميركي من شأنه عقلنة هذا النظام خاصة بعد مرحلة من العنجهية و الهمجية و الجهل و السمسرة الذي مارسها سلفه ترامب..
هؤلاء نسوا أو تناسوا أن نظام الولايات المتحدة الأميركية يقوم على ثلاثة أركان ثابتة لا يمكن لأي رئيس الخروج عنها و لا تتغير بتغير الرؤساء و هي:
سرقة ثروات العالم و ممارسة الإرهاب الدولي الموصوف السياسي و العسكري و الاقتصادي و السيطرة على المنظمات الدولية.. و الهدف من ذلك تاريخيا هو الحفاظ على أحادية قطبيتها المجنونة و التي قادت العالم إلى حافة الانهيار.
النظام الأميركي يشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى أن البساط يسحب من تحت قدميه لنهاية عصر من السيطرة الأميركية….
أولى ملامح نهاية هذا العصر الأميركي المظلم كان إفشال مشاريعه و أهدافه المشبوهة الإرهابية و العنصرية في منطقتنا وتحديداً من البوابة السورية و صعود محور المقاومة إلى الواجهة الدولية كأحد الأقطاب الدولية الذي أثبت علو كعبه على الساحة العالمية..
أما المؤشر الثاني لنهاية عصر الهيمنة الأميركية جاء بعد تصعيدها الجاهل و الفاشل مع حليفتها أوروبا ضد روسيا والصين في شرق آسيا “تايوان” ووسط أوروبا ” أوكرانيا” الأمر الذي استدعى عقد مؤتمر افتراضي عبر الفيديو بين الرئيسين الروسي و الصيني.. هذا المؤتمر عزز تحالفاً دولياً سيمثل نقطة تحول مفصلية على مستوى العلاقات الدولية..
هذا التحالف العسكري و الاقتصادي من شأنه أن ينقل العالم إلى مرحلة الثنائية القطبية و إلى ظهور حرب باردة جديدة تكون فيها الصين إلى جانب روسيا عاملاً مرجحاً…
كما أن اتفاق روسيا و الصين الذي كان ثمرة لهذا المؤتمر بين الرئيسين الروسي و الصيني على إحداث نظام مالي جديد سيكون خطوة استباقية لإجهاض المؤامرة الأميركية الأوروبية من إخراج روسيا و الصين من هذا النظام المالي و بالتالي يمكن أن يشكل هذا الاتفاق بداية النهاية للهيمنة الأميركية على النظام المالي العالمي و الإطاحة بالدولار المهيمن منذ الحرب العالمية الثانية..
أخيراً: يشكل قرار الرئيس الروسي بحضور افتتاح دورة الألعاب الشتوية في بكين رسالة واضحة و رد فعل على مقاطعة أميركا و بريطانيا و استراليا و كندا لهذه الألعاب كوسيلة ضغط سياسية على الصين و روسيا.. و بهذا يكون الرئيس الروسي أسس إلى خلق حلف دولي قوامه روسيا و الصين لمواجهة القطبية الأميركية و بالتالي نحن على موعد قريب مع حرب باردة جديدة تعيد نتائجها التوازن الى النظام الدولي.
حدث وتعليق- شعبان أحمد