أيام وتبدأ الامتحانات النصفية التي تعتبر محطة فاصلة في حياة التلميذ والطالب الدراسية.
وعلى إثر ذلك تشهد معظم الأسر حالة من الاستنفار الكامل للجهود والطاقات لمساعدة أبنائهم على اجتياز هذه الامتحانات بكل نجاح وتفوق، ويقوم بعض الأهل باتخاذ تدابير وإجراءات استثنائية استعداداً لأيام الاختبارات، وفي غالب الأحيان تكون تلك الإجراءات مفرطة في وقعها وآثرها السلبي على التلميذ، كحرمانه من اللعب ومضاعفة ساعات الدراسة بشكل لا يقدر عليه ومنعه من الاتصال والالتقاء بأصدقائه ورفاقه، وتخويفه من الامتحانات.
إن مثل هذه التدابير والإجراءات والسلوكيات التي يقوم بها الأهل، غالباً ما يكون مفعولها عكسياً، حيث تزيد من توتر وقلق وخوف التلميذ من الامتحانات، بل يؤدي به الأمر في بعض الأحيان إلى رفضه وكرهه لها بشكل كبير وهذا ما يترك تداعياته وآثاره السيئة على نفسية التلميذ وخصوصاً إذا كان طفلاً صغيراً في المراحل الدراسية الأولى.
إن مساعدة الأهل لأبنائهم خلال فترة الامتحانات تبدأ من ترغيبهم في الامتحانات، لا من ترهيبهم وتخويفهم منها، ومن ثم تهيئة الظروف المواتية للدراسة والحفظ، وخصوصاً أجواء الهدوء والطمأنينة بعيداً عن أجواء المشاحنات والخلافات والصراعات والمشاكل الأسرية والاجتماعية.
من أهم الأمور التي تساعد التلميذ على الدراسة والحفظ والتذكر هي عملية التسميع التي يقوم بها التلميذ لوحده أو بمساعدة الأهل لأنها تساعده على تثبيت المعلومات والاحتفاظ بها، ذلك أن القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات تتضاعف عندما يكون هناك قدراً كافياً لها من التسميع، وهذه المهمة أي مهمة التسميع غالباً ما تكون منوطة بالأهل لأنها لا تساعد التلميذ على الاحتفاظ بمعلوماته فحسب، بل تعطيه قدراً كافيا من الثقة بنفسه وتصبغه بالطمأنينة والراحة النفسية التي تساعده على الحفظ والدراسة واجتياز الامتحانات بنجاح وتفوق.
عين المجتمع- فردوس دياب