الثــورة:
خلال العام الحالي، يُتوقع أن تتوفر في أجنحة المستشفيات ، نسخة القرن الحادي والعشرين من تقنية قديمة تُسمى “الرئة الحديدية” iron lung، سبق أن استخدمت في مساعدة الآلاف من مرضى شلل الأطفال على التنفس.
يطمح الأطباء في الحصول على موافقة تسمح باستعمال جهاز “إكسوفينت” exovent، الذي من شأنه أن يحول دون حاجة بعض المرضى إلى التخدير ووضعهم على أجهزة تنفس اصطناعيّ تقتضي إقحام أنابيب داخل القصبة الهوائية عن طريق الفم لإيصال الهواء إليها.
حيث يعتمد “إكسوفينت” المبدأ عينه الذي تعمل وفقه أجهزة الرئة الحديدية القديمة، وذلك عبر توليد ضغط سالب في الفراغ المحيط بصدر المريض، يدفع الهواء بلطف إلى دخول الرئتين. في المستطاع الاستعانة به لمساعدة المرضى في التنفس، أو يمكنه أن يتولّى عملية التنفس برمتها بدلاً منهم.
نظراً إلى أن الجهاز يحيط برئتي المريض على سرير المستشفى (ولا يتطلب أي إدخال لأنابيب إلى القصبة الهوائية)، لا يحتاج المريض إلى تخدير وفي مقدوره أن يبقى في حالة يقظة، ويأكل ويشرب ويتحدَّث.
فانّ “الجهاز ينطوي على فوائد جمة على مستوى العالم. حيث كل 40 ثانية، يتوفّى طفل بسبب الالتهاب الرئوي ونعمل على تطوير نموذج مخفّض التكلفة من “إكسوفينت” يمكن أن يُستخدم في علاج هؤلاء المرضى لأنّه لا يتطلّب اللجوء إلى وحدة العناية المركزة أو طبيب تخدير.
من شأن “إكسوفينت” تقليص اللجوء المتكرِّر إلى وضع المرضى على أجهزة تنفس اصطناعيّ حيث يُصار إلى تنويمهم ويُقحم أنبوب في حلقهم من دون معرفة ما إذا كانوا سيستعيدون وعيهم أم لا. أما المرضى الذين يُستخدم إكسوفينت” في علاجهم فلا يحتاجون إلى أدوية منومة طوال عملية التنفس الاصطناعي”.
فكثير من المرضى المصابين بأمراض من قبيل انسداد الشعب الهوائية المزمن والالتهاب الرئوي تلزمهم مساعدة في التنفس، و(الجهاز الجديد) وسيلة بديلة ألطف كثيراً لتعزيز التنفس وخفض خطر تلف الرئة الذي يصاحب مثيله الاصطناعي.
حيث شارك متطوعون ستة، من بينهم ثلاثة خبراء كبار في التخدير، في تجربة لاختبار نماذج أولية من الجهاز خلال التجربة، استلقى المتطوِّعون جميعهم على ظهورهم ناظرين إلى السقف مع رفع أسرتهم إلى أعلى بعض الشيء. بالإضافة إلى تلك الوضعية، اختبر ثلاثة منهم أيضاً الجهاز وهم مستلقون على بطونهم ووجهم إلى أسفل (ما يسمى “الرقود” prone). ضُبط الضغط بمعدلات مختلفة، وأخذت القراءات المتصلة بأداء الرئة.
أظهرت النتائج أنّ “إكسوفينت” كان قادراً على أن يمد الأشخاص الذين يتنفسون من تلقاء أنفسهم بتوسع رئويّ، وتنفس اصطناعي قوي حل محل عملية تنفسهم الطبيعية تماماً، وبالاكتفاء بمعدلات معتدلة من الضغط السالب.
اللافت أنّ المرضى الذين يُعالجون باعتماد “إكسوفينت” يتطلبون رعاية تمريضية أقل مقارنة بنظرائهم الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي، الذين يعتمدون بشكل كامل على الآلات والممرضين للبقاء على قيد الحياة. ويمكن استخدام الجهاز الحديث في الأجنحة العامة في المستشفيات، وربما حتى في منازل المرضى.
ففي الجهاز الحديث، المستطاع أيضاً رؤية المريض عبر نافذة وكوة مغلقة حول الذراعين تسمح للممرضين بالوصول إلى جسم المريض عند الحاجة.