الثورة – تحقيق – فادية مجد:
التقنين الكهربائي الجائر وآثاره السلبية على كافة مناحي الحياة في محافظة طرطوس أصبح الهم اليومي وحديث الناس، لما سبّبه من تعطيل لمختلف مظاهر النشاط لدى أبناء المحافظة وإيقاف لأعمالهم ومصالحهم ..
ورغم الاستغاثات والشكاوى التي تعالت منذ أشهر عديدة مع التقنين الذي وصل الى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل، يتخللها انقطاعات لأكثر من مرة ، تفاجأ أهالي طرطوس منذ أيام أن ساعة الوصل التي تم التكرم بها مقابل خمس ساعات قطع قد تقلصت الى نصف ساعة وصل فقط، الامر الذي حوّل ليل المحافظة الى ظلام دامس ؟!
الثورة استطلعت آراء عدد من المواطنين من أبناء مدينة طرطوس واستمعت لشكواهم ومطالبهم وتوجهت بها لمدير كهرباء طرطوس.
*الحلم بساعتي وصل ..
“عبير أم رامي” ربة منزل قالت : إننا نمر بوضع استثنائي في ظل انتشار وباء كورونا ولهذا وجود الكهرباء أمر ضروري لنا جميعا للاهتمام بالنظافة الشخصية، وانجاز أعمالنا المنزلية من غسيل واستحمام، وكلها تعتمد على وجود التيار الكهربائي، ولكن مع هذا التقنين والذي وصل الى خمس ساعات قطع وساعة وصل ، وخلال تلك الساعة تنقطع الكهرباء نصف ساعة إضافية ازدادت معاناتنا، فلا كهرباء لنستخدم المدفأة الكهربائية ، ومخصصاتنا من مادة المازوت الخمسين ليترا انهيناها خلال
أسبوعين، واسطوانة الغاز لها مدة طويلة لم تصلنا ، وكان اعتمادنا قبل هذا التقنين الطويل في تجهيز اغلب طبخاتنا على الكهرباء … كيف نتدبر امرنا وكل شؤون المنزل تقع على كاهلنا، إضافة لتدريس أبنائنا على ضوء (اللدات) الضعيف بسبب عدم شحن البطارية بشكل كاف والتي نخاف عليها هي الأخرى أن تتعطل وسعرها باهظ الثمن جدا.
وأنهت كلامها بالقول : لم نعد نريد الكهرباء من أجل تشغيل الأدوات الكهربائية فهذا ترف لا نحلم به ..
لكننا نريد شحن البطاريات لإضاءة ( الليدات ) ليلاً ، مناشدة وزارة الكهرباء للرأفة بحالهم وتخفيض ساعات التقنين .
*معاناة يومية..
_ من جهتها “هبة يوسف” موظفة وصفت وضع الكهرباء بالسيىء جدا وقالت : لقد تعطلت أعمالنا وازدادت معاناتنا مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي، فالناس لم تبدأ باستخدام أجهزة التدفئة الكهربائية خلال الأشهر الماضية بعد ، والاجواء كانت مقبولة ، ومع هذا تم هذا التقنين الطويل ، لافتة الى مشكلة يعانون منها وهي تعطل هواتفهم الأرضية عند انقطاع الكهرباء كون هواتفهم وحدة ضوئية تعمل أثناء التغذية الكهربائية ، كما أن أجهزة الخلوي أيضا لاتشحن الأمر الذي يجعلهم في حالة انقطاع عن العالم .
وأضافت : أعمالنا المنزلية تراكمت ، فالغسيل الابيض يبقى لثاني يوم حتى ينتهي غسله بشكل كامل ، والحمام الكهربائي لا يصل للحرارة المطلوبة بسبب قصر مدة وصل الكهرباء وبالكاد يستطيع أحد افراد الاسرة من الاستحمام وعلى عجالة من امرهم قبل ان تبرد مياه الحمام الكهربائي، ووصفت حالها بأنها أصبحت في حالة تعب وارهاق وسرعة لانجاز اعمال المنزل وتحضير وجبة طعام على سخان الكهرباء قبل قطعها ، فأسطوانة الغاز فارغة عندهم منذ مدة ، متمنية من أصحاب القرار النظر بأحوال الناس وتقليص ساعات التقنين فيكفيهم ما هم عليه من ضيق عيش وأوضاع اقتصادية صعبة.
*توقف باب رزقهم..
فيما أشار “أبو ابراهيم” الى أن مجيء التيار الكهربائي لوقت قصير يدفع الجميع لاستخدام كافة الادوات الكهربائية في وقت واحد ، وهذا الامر يسبب ضغطا على الشبكة ، واخطاراً وأضراراً فادحة ، وطالب أبو ابراهيم الجهات المعنية النظر بأحوالهم الصعبة ومعاناتهم جراء هذا القطع الطويل للكهرباء وتقليل ساعات القطع لإنجاز اعمالهم والتي هي باب رزقهم الوحيد، لافتا الى أن عمله في ورشة الحدادة يعتمد على الكهرباء كحال جميع أصحاب الورش.
“علي قاسم “،مربي فروج قال : الكهرباء منذ أسبوع أصبحنا لانراها سوى نصف ساعة مقابل خمس ساعات ونصف قطع، وهي ليست كافية لشحن البطاريات من أجل إنارة المدجنة وتدفئة الصيصان وتعبئة خزانات المياه ، حيث لا توجد لدينا بدائل أخرى ، فالمولدة بحاجة لمازوت والمازوت غير متوفر ،كما أن الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال وقت مجيئها يسبب أعطالا في حراقات التدفئة التي تعمل على ضواغط هواء وعلب سرعة ومحركات والتي هي الأخرى تحتاج الى صيانه دائمة وهذا يكلف مبالغ باهظة ، مؤكدا أنه في حال استمر التقنين الجائر للكهرباء على هذا الحال ستموت أفواج الصيصان ونخسر خسارة كبيرة ونجلس في المنزل بلا عمل .
*والمنطقة الصناعية تشكو..
من جهته “منذر رمضان” عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين بطرطوس أشار الى أن المنشآت الحرفية والمناطق الصناعية في مدينة طرطوس كان يتم سابقاً تزويدها بالطاقة الكهربائية بشكل دائم، ولكن نتيجة تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية يتم قطع الكهرباء عن المنطقة الصناعية بطرطوس من ليل الخميس حتى صباح الأحد بشكل دائم، وهذا الأمر أثر سلباً على عدة شرائح كونه يعطل العمل بشكل شبه تام ويوقف المنطقة الصناعية عن ضجيجها الإيجابي إنتاجياً، فهناك عمال مياومون في هذه المنشآت الحرفية والصناعية وورديات إضافية يتم تعطيل عملها إضافة إلى المهن والحرف الخدمية.
وأضاف “رمضان: : شريحة الموظفين متضررة من استثمار هذا اليوم كونه عطلة رسمية وقد كانوا يستغلونه بالتوجه إلى المنطقة الصناعية للقيام ببعض الصيانات والإصلاحات إن كانت لداخل المنزل من أثاث مرتبط بورشات النجارة أو الألمنيوم وحرف أخرى أو لمن يملك سيارة تحتاج للصيانة لافتا الى أن المنطقة الصناعية في طرطوس لا تحتاج طاقة كبيرة فهي تستهلك مايقارب / ٧ / ميغا وسطيا وفي الذروة .
*قلة إنتاج الكهرباء..
ولنقل معاناة أهالي محافظة طرطوس وأسباب التقنين الكهربائي الجائر تواصلت الثورة مع المهندس “عبد الحميد منصور” مدير شركة كهرباء طرطوس والذي عزا أسباب التقنين الطويل الى قلة إنتاج الكهرباء من محطات التوليد موضحاً أن ما يعطى للمحافظة هو بحدود مئة ميغا واط فقط، وهذا لا يكفي سوى لساعة وصل للتيار بعد كل خمس ساعات قطع ، مشيرا الى أن الكمية المخصصة للمحافظة توزع كالتالي: خطوط المشافي والمياه تأخذ ١٧ ميغا واط والخطوط الصناعية والسياحية الخاصة تأخذ ٧ ميغا واط ، والمنطقة الصناعية ٧ ميغا واط ، والباقي يوزع للمحافظة بمختلف مناطقها.
*كثرة الأحمال..
ولفت م .عبد الحميد الى أن سبب تقلص ساعة الوصل الى نصف ساعة خلال الأيام الماضية يعود لكثرة الأحمال على الشبكات الكهربائية، واستخدام الادوات الكهربائية وقت مجيء الكهرباء دفعة واحدة، الأمر الذي يؤدي لخروج مجموعات التوليد من الخدمة بسبب الاعطال، مشيرا الى أنه تم اصلاح قسم من تلك الأعطال وبالتالي العودة الى برنامج التقنين وهو ساعة قطع مقابل خمس ساعات وصل .
*سرقة الشبكات النحاسية..
وبخصوص السرقات التي تجري على الشبكات الكهربائية أكد المهندس “عبد الحميد” أنه بلغ مجموع السرقات من شبكات الكهرباء النحاسية والتي حدثت منذ بداية العام وحتى تاريخه ٤٢ طناً موزعة في كل المناطق بقيمة إجمالية تتجاوز الملياري ليرة ، موضحا أنه تم تنظيم ضبوط بحق السارقين الذين تمت معرفتهم وضبوط أخرى ضد مجهولين والشركة تتابع الأمر في القضاء.
*قلة المواد في الشركة..
وذكر أن سبب تأخر إصلاح الاعطال الكهربائية في المناطق والحارات التي تحدث فيها تلك السرقات يعود لقلة المواد في شركة كهرباء طرطوس والتي تأتيها من المؤسسة العامة للكهرباء بدمشق لافتا الى أنه عندما تأتي تلك المواد نقوم بالمعالجة بالدور وحسب الأقدم فالأحدث.
وبخصوص اعفاء المنطقة الصناعية بطرطوس من التقنين من ليل الخميس لصباح الاحد أفاد أن ذلك قرار من المؤسسة العامة للكهرباء بدمشق منذ مدة طويلة وليس بجديد.