كنت أنتظره .. رأيت كثيرين ينتظرونه .. قطعنا ورقة الرزنامة في الموعد المحدد … لم يكن من أحد .. لا بداية ولا نهاية .. لا مؤخرة السنة ولا رأسها .. كل ما فعله الموعد الذي انتظرناه أنه قدم لنا علامات وشهادات أنه بلا جديد وأن علينا ألا ننتظر الجديد ؟!
خجل الوعد من موعدنا.. أبعد طول انتظار يدخل بيدين (فاضيتين) .. ؟!! حزين هو فقط أو هكذا بدا معنياً أن يظهر … أعجزه الواقع والحقائق المرتسمة فيه عن التبرير .. فشرح لنا همومنا كآمال .. وانتظارنا كعبثية ..
ليته لم يهم بالدخول ..!! ليته لم يتجشأ عبء الشرح والحرج في إقامة الاعتبارات الوهمية لما لا اعتبار له .. لولا جاء كنا مددنا الفرصة للوعد أن يأتي .. لكنه تقمص الدور ليفهمنا أن ما نحن به هو الحقيقة التي يجب أن ندمنها.
أكثر من ذلك .. أننا في واقع مؤهل لأن يحتوينا وإمكاناتنا وكل ما يمكن أن نفعله .. حتى بدا أنه راغب بأن نكون كما نحن ..ولم يخف سعادته بذلك ..
ذاك هو الوعد الذي شعرته وقرأته من مواعيدنا مع العالم كله ..؟؟!! كل هذا العالم المتدخل بحياتنا على مختلف المفارق ومن شتى المداخل وعلى كامل مساحات الشطآن التي تسور حياتنا .. كله في الداخل والخارج .. في أحضاننا أو بعيداً عنا .. كله أصبحت له مصلحة أن نستمر على حالنا وكما هو تماماً … كي لا تغيب عن حلوقنا طعمة الانتصار.فانكفأ الوعد إلى موعد آخر خارج عن الروزنامة والتواريخ .. خارج عن كل كلام .
هكذا يجد العالم نفسه متحداً فيما يخصنا .. العالم كله لا يظهر أي معارضة أو اعتراض على أن نستمر في حياتنا ما أمكننا الاستمرار ..وفق الراهن.
كنا نقول: عام جديد بلا جديد .. واليوم أصبحنا بلا عام جديد .. فأعوامنا لا تقبل التجديد ..
ذاك العبثي كن بانتظار “غودو” أما نحن ففي ما بعد العبثية ننتظر أبعد من “غودو” .. !!
معاً على الطريق- أسعد عبود:
As.abboud@gmail.coM