الثورة – ريم صالح:
دخول العصابات والجماعات المتطرفة على خط الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان، يعطي مدلولاً قوياً على أن يداً خارجية لا تريد السلام والأمان للشعب الكازاخي، هي من تحرك الأحداث وأعمال العنف الجارية في تلك البلاد، حيث قتل حتى اليوم 13 من عناصر الشرطة وأصيب أكثر من 300 آخرين خلال أعمال العنف والشغب التي اندلعت في مدينة ألما آتا، بحسب وكالات أنباء.
وقالت الشرطة الكازاخية أنه تم العثور على جثتين لعنصرين من الشرطة مقطوعتي الرأس، وفق ما ذكرته وكالة سبوتنيك، فيما أفادت وزارة الصحة الكازاخية بحسب الوكالة، بأن “أكثر من ألف شخص في مناطق مختلفة من كازاخستان أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب، منهم 400 نقلوا إلى المستشفيات، و62 يرقدون في العناية المركزة”، فمن أين يحصل المتطرفون في كازاخستان على الأسلحة والقنابل اليدوية والذخيرة الأخرى؟ لا شك بأن ما يجري مخطط له بعناية، من أجل زعزعة الاستقرار في كازاخستان.
وزارة الخارجية الروسية أكدت في هذا السياق، أن الأحداث في كازاخستان هي محاولة مستوحاة من الخارج من أجل زعزعة استقرار وأمن البلاد بالقوة باستخدام تشكيلات مسلحة مدربة ومنظمة، وأشارت في بيان لها بأن روسيا تؤكد تمسكها بالتزامات الحلفاء في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتؤيد اعتماد تدابير عاجلة فيما يتعلق بالتدهور السريع للوضع السياسي الداخلي وتصاعد العنف في كازاخستان، وأضافت: سنواصل مشاوراتنا الوثيقة مع كازاخستان وحلفائنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن اتخاذ خطوات إضافية لدعم مكافحة الإرهاب”.
بدورها وزارة الخارجية البيلاروسية أوضحت في بيان لها، بأنها تنظر إلى الأحداث في كازاخستان على أنها محاولة لانقلاب عنيف، وأعربت عن دعمها الكامل لجهود قيادة هذا البلد لإنهاء الاضطرابات، وأشارت إلى “القلق العميق” من استمرار تدهور الوضع بسرعة في عدد من مناطق كازاخستان، حيث استولى المسلحون على ترسانة من السلاح، ونتيجة أعمالهم العنيفة، يموت الناس، ويتزايد عدد الجرحى، وقالت: “لفت انتباهنا التنسيق الواضح لأعمال المتظاهرين”.
في بكين فقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس أن الصين تعتبر ما يحدث في كازاخستان شأنا داخليا لهذه البلاد، وتأمل باستقرار الوضع وإحلال النظام فيها بأسرع وقت ممكن، وقال: نحن واثقون بأن السلطات ستتمكن من تسوية الوضع بطريقة صحيحة.
هذا وقد أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم الخميس، أنه تم إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان، وأكدت أن وحدة من القوات الروسية بدأت بالفعل في تنفيذ مهامها هناك.
وبحسب المنظمة، تضم قوات حفظ السلام وحدات من القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان، وستتمثل المهام الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة، ومساعدة قوات الأمن الكازاخستانية في العمل على تحقيق الاستقرار وتطبيع الوضع هناك”، حسب بيان الأمانة العامة.