إنهم محكومون بالعقلية الاستعمارية

قال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف، إن بلاده تعرضت لـ(عدوان مسلح، نفذه إرهابيون مدربون في الخارج، وقد تم رصد 20 ألفاً منهم في مدينة ألماآتا وحدها)، وهذا الكلام يفسر وجود مخطط غربي، معد بشكل مسبق ومتقن، لزعزعة أمن واستقرار كازاخستان، كمقدمة لاستهداف أمن روسيا، ومحاولة احتوائها إلى جانب الصين، في سياق الحرب العبثية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هاتين الدولتين، بأشكال وأساليب مختلفة.

ما يحدث في كازاخستان من حيث استجلاب آلاف المرتزقة الأجانب، شبيه إلى حد كبير مع السيناريو الإرهابي الذي ينفذه الغرب بقيادة أميركا في سورية، من أجل تقسيمها وتفتيتها لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وهذا السيناريو يتطابق أيضاً مع ما سمي بـ (الثورات الملونة) التي سبق لمطابخ الاستخبارات الأميركية وأن أعدت خططها في سياق استراتيجية الهيمنة التي تسعى الولايات المتحدة من خلالها للسيطرة على العالم، وتثبيت مكانتها القيادية كمتزعمة لنظام القطب الواحد، بعدما بدأ هذا النظام بالتهالك، وبروز ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

الأحداث المأساوية التي تشهدها كازاخستان، جاءت قبل أيام قليلة على بدء المباحثات الروسية الأميركية في جنيف يوم العاشر من الشهر الجاري، والاجتماع المرتقب لمجلس روسيا- الناتو يوم الثاني عشر منه في بروكسل، لمناقشة الضمانات الأمنية الروسية، على خلفية التصعيد الغربي ضد روسيا من البوابة الأوكرانية، وخطط (الناتو) لمواصلة التوسع شرقاً، بهدف تهديد الأمن الروسي، وهذا يوضح أبعاد وخلفيات العدوان المسلح الذي تتعرض له كازاخستان- كما وصفه رئيسها جومارت توكايف- والتي تتمثل في إشغال روسيا على أكثر من جبهة إقليمية تمثل امتداداً لأمنها القومي، وبالتالي زيادة منسوب الضغط والابتزاز، لتحصيل تنازلات ومكاسب سياسية من موسكو.

كازاخستان، معروف أنها تعد الأكثر أهمية على رقعة الصراع الجيوسياسي المشتعل بين روسيا وأميركا، بحكم موقعها الاستراتيجي المهم وسط آسيا، ويكفي أنها تقع بين دولتين عظميين صاعدتين (روسيا والصين)، حتى ندرك ماهية الأهداف الأميركية والغربية في العمل على زعزعة الأمن والاستقرار في محيط هاتين الدولتين، والتي تعتبرهما الولايات المتحدة (خطر استراتيجي) يهدد مصالحها ونفوذها على الساحة الدولية، والدفع الغربي نحو إشعال الاضطرابات الأمنية في كازاخستان، هو مصلحة أميركية لاستهداف العمق الأمني الاستراتيجي لروسيا، وفي نفس الوقت يمنع الصين من إيجاد بيئة آمنة تضمن إنجاح مبادرتها (الحزام والطريق)، وبالتالي محاولة تطويق هذين البلدين بأزمات مشتعلة لكبح جماح نفوذهما المتصاعد.

قبل أيام قليلة أصدر قادة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي بياناً مشتركاً أكدوا خلاله (وجوب منع الحرب النووية، وتقليل المخاطر الإستراتيجية)، وأحداث كازاخستان، تثبت حقيقة أن الدول الغربية لا يمكن أن تتخلى عن عقليتها الاستعمارية، وهي تعمد لرفع مستوى التوتر الدولي على أكثر من جبهة عالمية، ولكنها تتغافل عن حقيقة أن استمرارها بتهديد الأمن والسلم الدوليين، سيكون له التبعات الأخطر على أمنها واستقرارها في المقام الأول.

نبض الحدث- ناصر منذر

آخر الأخبار
العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات "أكساد" شريك رئيس في معرض سوريا الدولي الثالث "آغرو سيريا" "كهرباء اللاذقية".. تركيب محولة في الحفة وإصلاح الأعطال في المدينة خدمات صحية متكاملة في صافيتا جهود مستمرة لتأمين الكهرباء في جبلة مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق