لم تكن آيات الرفاعي الضحية الأولى لجهلنا وظلمنا، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، مادام الكثير من الآباء والأمهات يوصدون عقولهن وقلوبهن بأقفال التخلف والعادات العفنة.
لكننا ورغم كل هذا الوجع الذي بات يصول ويجول في أرواحنا، يمكننا أن نبدأ من جديد، ويمكننا أن نضيء من عذابات وصرخات آيات الرفاعي شعلة من نور، تضيء لنا دروب العتمة الحالكة التي نسلكها بكل إصرار على الانتحار وقتل كل ماهو جميل فينا.
ما حصل لـ آيات، ” الطفلة ” و “الأم” و ” الابنة ” و” الزوجة”، جريمة بكل المقاييس شاركنا فيها جميعاً – مجتمع وأهل ومؤسسات توعوية وتثقيفية – لأننا وبكل أسف لم نستطع أن ننظف عقول البعض من تلك الأفكار الصدئة والمتعفنة.
ما فعله أهل آيات، عندما زفّوا ابنتهم لذئاب بشرية لنهشها والتهامها وهي حية، يفعله كثير من الآباء والأمهات، وخصوصا في القرى والمناطق الريفية، وربما بشكل أكثر مأساوية وحزناً، لكن بعيدا عن أعين القانون والمجتمع والأخلاق والقيم، وتحت ستار العادات والتقاليد البالية التي دمرت وما تزال الكثير من طفولة بناتنا وعذرية أرواحهم.
جريمة قتل آيات، هي بكل تأكيد إحدى نتائج وإرهاصات تصدع المنظومة الأخلاقية التي خلقتها الظروف الصعبة التي نعيشها بسبب الحرب والحصار، لكن ذلك لا يعفينا جميعا من المسؤولية بأي شكل من الأشكال القانونية والأخلاقية وتحت أي شكل من الأشكال.
هذا الموضوع تحديدا “زواج الأطفال”، بات بحاجة إلى تثقيف وتوعية أكثر بخطورة هذا الأمر، لاسيما في المدن والقرى الريفية، غير أن الأهم في ذلك هو معاقبة كل من ينتهك حقوق الإنسان والطفولة، حتى لو كان أباً أو أماً.
عين المجتمع- فردوس دياب