يبدو أن تدوير الزوايا لم يعد مجدياً، في تجميل بعض أمراض المجتمع والتي كان يشار لها باستحياء، أو بشكل موارب وخفي، فمعظم الزوايا استدارت بدرجاتها المختلفة ،لتأخذ أشكالها التي تريد اقتناصها من صحة وعافية وأحلام وطموحات ورفاهية .
لقد أشهرت الفوضى حبرها الأسود على وسائد المجتمع، وتلوث بعض الفكر بسلوك العادات والتقاليد البالية، ووجدت الخطيئة طريقها إلى مسلوبي ومسلوبات الإرادة بقصد أو غير قصد ليعلو الانتقاد وتكثر التقييمات والمقاولات ويمكن لكلّ شخص أن يدلي بدوله كما يقال ممن يعنيه الأمر أو لا يعنيه.
تحت المجهر اليوم وبحكم التقنية عالية الدقة بحثاً وصورة من الصعب أن تبقى الأمور المتعلقة بالشأن العام أو حتى الخاص “مستورة” اذا ما تعرضت إلى أي هزة أو خلل يثير شهية الفضول عند البعض لتحقيق السبق ،ويبدأ ماراتون النسخ واللصق والتعليقات المبهرة حسب نوع ونكهة كلّ لون وفق الحدث والمشكلة المثارة للجدل .
لقد اتسعت مساحة الرأي العام في التعبير وبدأ كلّ شخص سيد العارفين بتفاصيل كلّ قضية مثارة لطالما تحول كلّ شخص إلى منبر إعلامي من خلال جواله وصفحات التواصل الاجتماعي.
ولكن تبقى القضية ليس بطريقة التعبير، وإنما كيف ومتى نعبّر، وكيف نصوب الخطأ، ونحض على الجوانب التربوية والقيمة الهامة.
كيف نبني المجتمع بالكلمة والرأي والسلوك والفعل، كيف نعلي من شأن المرء كبارا وصغارا، ذكرا وأنثى، و نقلع عن كلّ توصيفات التعصب والجهل والتخلف، ونؤكد أن الفضيلة قيمة والحياء قيمة، وأن احترام الأسرة والعائلة أساس النجاح، وهي التي تنشىء أجيالاً صالحة تربوياً وأخلاقياً كما يفترض بمهامها ودورها .
كيف نصون الوطن ونحمي أسواره وعمقه الداخلي والخارجي من خلال المعرفة المتنورة بالعقل والوجدان والعاطفة والقوة ،وأن يكون ذلك حالة مستدامة قولاً وفعلاً.
عين المجتمع — غصون سليمان