وكالات – الثورة – دينا الحمد:
وسط أجواء التوتر التي تخيم على العلاقات بين روسيا والغرب بسبب الأوضاع في أوكرانيا، ونية الناتو مواصلة العمل على التوسع شرقا لتهديد الأمن القومي الروسي، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يعتزم تشكيل بعثة عسكرية جديدة ستتولى تدريب ضباط رفيعي المستوى في الجيش الأوكراني.
ووفق ما ذكرته “روسيا اليوم” فقد أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، عن هذه الخطة أثناء مؤتمر صحفي افتراضي مشترك مع وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في أعقاب اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الأوروبيين في مدينة بريست.
وقال بوريل: “طرح على طاولة الوزراء اقتراح لتشكيل بعثة مثيلة للبعثتين في مالي أو جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي ستعمل على تدريب كوادر عالية المستوى للجيش الأوكراني”.
وذكر أن المشاورات جارية حاليا بشأن ما إذا كانت هذه البعثة مطلوبة، مضيفا: “أعتقد أننا سنتخذ هذا القرار قريبا”.
كما أبدى المفوض نية الاتحاد الأوروبي إرسال خبراء معنيين بمحاربة التهديدات السيبرانية إلى أوكرانيا، وحذر من أن التطورات المستقبلية حول أوكرانيا ستؤثر على مسألة بدء تشغيل خط أنابيب الغاز “السيل الشمال-2” الذي يربط بين روسيا وأوكرانيا، موضحا أن القرار بشأن بدء تشغيله سيعود إلى الجهات المختصة في أوروبا حصرا إذا لم يحدث تصعيد جديد حول أوكرانيا.
وأعلن بوريل عن رفض الاتحاد الأوروبي التام لمطالب روسيا لوقف تمدد حلف الناتو شرقا وتخليه عن فكرة انضمام أوكرانيا إليه، قائلا إنه لا يجوز فرض إرادة من الخارج على دول ذات سيادة.
وأشاد المفوض بمستوى تنسيق الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وحلف الناتو بخصوص المفاوضات الجارية بين روسيا والغرب بشأن مبادرة الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو، معربا عن قناعته بأنه “لن يتم اتخاذ أي قرار يخص أمن أوروبا دون مشاركة الأوروبيين”.
يأتي ذلك غداة اختتام جولة المفاوضات في جنيف وبروكسل بين روسيا والولايات المتحدة من جهة، والناتو من ثانية، حيث عقد يوم الأربعاء اجتماع لمجلس روسيا والناتو في بروكسل. وجاء الاجتماع في أعقاب المحادثات بشأن الضمانات الأمنية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي عُقدت يومي 9 و 10 كانون الثاني الحالي في جنيف. وبعد اجتماع مجلس روسيا والناتو، تجرى اليوم الخميس مشاورات في مقر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفيينا.
وفي وقت سابق اليوم أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن سلسلة المفاوضات التي جرت مؤخرا مع الولايات المتحدة والناتو، حول الضمانات الأمنية لروسيا، لم تكن ناجحة.
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية بذريعة حماية أوكرانيا من “تهديد روسي محتمل”، وهو ما تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات بين الجانبين. فيما تؤكد موسكو عدم صحة المخاوف الغربية من إعدادها لغزو أوكرانيا.

السابق