الثورة – جاك وهبه:
لم يكن حال الشركة العامة لصناعة الزيوت في حماة أفضل من حال شركات المؤسسة العامة للصناعات النسيجية، من ناحية تأمين المادة الأولية، وهذا ينطبق بالمجمل على معظم شركاتنا، ولكن تم ذكر النسيجية هنا كونها تعتمد وشركة الزيوت على المادة الخام ذاتها فالقطن للأولى وبذوره للثانية.
ولم يعد خافياً على أحد، أن زراعة القطن تراجعت خلال سنوات الحرب العدوانية المفروضة على سورية، بسبب هجرة الفلاحين وترك أراضيهم خوفاً من الإرهاب، وصعوبة نقل وإيصال مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها، مع صعوبة تسويق الإنتاج وإيصاله للمحالج ومراكز الاستلام التابعة للمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان.
لم يحقق الغرض منه
ورغم الإجراءات المتخذة بهدف تأمين كميات كافية من القطن المحبوب، ومنها موافقة رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة تحديد سعر شراء الكيلوغرام الواحد من محصول القطن المحبوب من الفلاحين لموسم 2021 بمبلغ قدره 2500 ليرة سورية، إلا أن هذا وعلى ما يبدو لم يحقق الغرض المرجو منه.
أقل من 3 آلاف طن..
حيث كان من المخطط لشركة زيوت حماة أن تستجر خلال العام الماضي 15 ألف طن من بذور القطن، ولكنها لم توفق إلا بكمية لم تتجاوز 3 آلاف طن، نتج عن تصنيعها 219 طناً من زيت القطن المكرر بنسبة تنفيذ 12% حسب الكمية، و2281 طن كسبة غير مقشورة بنسبة تنفيذ 22%، و75 طن لنت بنسبة تنفيذ 13%، إضافة إلى 13 طن صابون بنسبة تنفيذ 65%، لتصل قيمة جميع المواد المنتجة إلى 3.06 مليارات ليرة سورية، وذلك بحسب التقرير الصادر عن الشركة.
تشغيل للغير..
وللوقوف على هذا الأمر وتبيان واقع عمل الشركة، أجرت”الثورة” اتصالاً مع مديرها العام المهندس عبد المجيد القلفة ليكشف أن النقص الحاصل في كمية بذور القطن الموردة، أثر بشكل مباشر على تنفيذ الخطة الإنتاجية، وبهدف الاستفادة من خطوط الإنتاج واستثمارها بالشكل الأمثل وقعت الشركة على عقد تشغيل للغير لتقوم بعصر بذور القطن وتكريرها وتعبئتها بعبوات ذات أحجام متنوعة، كما يتم العمل على تجهيز خزانات وآلة لتعبئة زيوت بديلة (عباد الشمس والصويا).
تطوير عمل الشركة..
وبين سعي الشركة الدائم لتطوير ذاتها من خلال المشاريع الاستثمارية المدرجة باستبدال وتجديد الآلات القديمة، حيث تم في العام الماضي نقل حلاقات من معمل عين التل إلى مقر الشركة وإجراء العمرة اللازمة لها كما تم التعاقد على مجموعة من المشاريع الاستثمارية لزيادة الطاقة الإنتاجية.
اقتربت من 2 مليار ليرة
وأكد أنه ومن خلال منافذ البيع التابعة وصالات وزارة الصناعة والسورية للتجارة والمؤسسة الاجتماعية العسكرية في المحافظات، استطاعت الشركة خلال العام الماضي بيع 224 طن من مادة زيت القطن المكرر بقيمة 1.07 مليار ليرة ومعدل تنفيذ 52% حسب القيمة، و2752 طن كبسة غير مقشورة بقيمة 2.38 مليار ليرة، و12 طن صابون بقيمة 24.2 مليون ليرة، و 6.24 أطنان من صابون العاصي بقيمة 16.74 مليون ليرة، لتحقق أرباحاً اقتربت من 2 مليار ليرة.
صعوبات أخرى..
وأشار إلى جملة من الصعوبات التي تشترك مع قلة المادة الأولية وتعرقل عمل الشركة، والمتمثلة بعدم توفر القطع التبديلية وخاصة المعاصر التي كانت تستورد سابقاً من الشركات المصنعة لها في أميركا وانكلترا، وعزوف كثير من العارضين عن التقدم للمناقصات وعدم الالتزام لفترة طويلة بسبب عدم استقرار الأسعار، وانخفاض العمالة وعدم وجود كادر تسويقي، مشيراً إلى ضرورة السماح بتأمين مستلزمات الإنتاج بعيداً عن التعقيدات ورفع سقف الشراء المباشر ولأكثر من مرة خلال العام للمادة الواحدة.
20 ألف طن بالمخطط..
وبين أن الشركة تخطط لعصر 20 ألف طن من بذور القطن في العام الحالي، وتسعى جاهدة لإعادة طاقتها الإنتاجية إلى 42 ألف طن بذور قطن.
وكانت الشركة قد عمدت إلى إدخال تحسينات على خطوط الإنتاج ولا سيما التعديلات الهندسية على خط إزالة الرائحة وتم تركيب خط حلاقات جديدة بطاقة 100 طن يومياً وهو ما رفع من مستوى جودة المادة.