الملحق الثقافي:د. جورجد. جورج جبور جبور:
أعلاه عنوان كتاب للأستاذ عبد الله علي صبري سفير اليمن الجديد لدى الجمهورية العربية السورية. صدر في دمشق عام 2022 ويقع في 311 صفحة من القطع الكبير.
أمضيت مع الكتاب الأنيق الذي توزعه :” دار صفحات للدراسة والنشر” ساعات بل أيام مفيدة منذ وصلني في 28 ك الثاني أي قبل أقل من أسبوع.
ومن الجميل في الكتاب أنه يتمتع بترقيم دولي وهو ظاهرة نادرة في سورية… وتتوسع. وبالطبع على ناشرينا الإقبال عليها.
أبدأ بنقطتي نقد مخالفاً أدب السكوت عن النقد ولاسيما إذا كان الكتاب مهدى بل وسخيا في كلمات الإهداء.. أفعل هذا لأن ما في الكتاب أقنعني بأن المؤلف يتقبل.
النقد الأول الذي سيوافق عليه المؤلف : غياب تواريخ كتابة مقالات قصيرة ضمتها الصفحات 205 إلى 306. جاء هذا الغياب مخالفاً لكل ما احتواه الكتاب.. لماذا؟ لم أتبين أن ثمة شرحاً لذلك.
النقد الثاني قد يكون خاصاً بي وبقلة من القراء غيري.. سيكون ارتياحي إلى الكتاب الذي ارتحت إليه أكثر عمقاً لو احتوى على بعض الخرائط التي تظهر توزع الأقاليم. . وكلمة أقاليم كثيرة الورود في صفحات الكتاب المفيد.
أما محاسن الكتاب فعديدة.
أقول وبكل وضوح إنه ضاعف من إدراكي لما يجري منذ سنوات بل ومنذ عقود في بلد اشتهر بأنه الأعرق في عروبته .. كيف لا وهو موطن العرب العاربة كما في الكتب؟.
نعم وسع أفقي كتاب الصديق السفير.
أتابع الشؤون العربية بل وكنت ذا قرار رئاسي سوري عضو لجنة رباعية شكلت في دمشق عام 1973 مهمتها إنشاء مركز لدراسات الوحدة العربية .. أتابع الشؤون العربية ولكنني لم أتيقظ إلا من خلال الكتاب إلى ما يشار إليه من تنافس بين ميناءي عدن ودبي.
ثم إن الكتاب في فصليه الأول والثاني قيم جداً في التوثيق وفي الاستخلاصات.
في الدراسات المطولة التي هي الفصل الأول الذي يمتد إلى ما يقرب من نصف الكتاب كلام دقيق يشرح وجهة نظر الحكومة اليمنية التي يمثلها السفير .. هي وجهة نظر تعاني من تعتيم إعلامي عالمي عليها يوثقها الكتاب بدقة .. كيف لا وهو الإعلامي العريق الذي توج جهوده الإعلامية بانتقال إلى العمل الدبلوماسي.
كذلك هو الفصل الثاني وعنوانه” حوارات” ، ويمتد عبر ما يزيد عن خمسين صفحة.
لاحظت من خلال هذا الفصل عملية انتقال أول للمؤلف من إعلامي إلى رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين. . ولاحظت أيضاً “ التنافس” بين الاتحاد الجديد وبين نقابة الصحفيين السابقة للاتحاد في تاريخ الإنشاء.
في الكتاب شرح مفصل موثق لمسار “عاصفة الحزم” التي أعطت الكتاب عنوانه.
فيه أيضاً تبيان لصعوبة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الصادر عام 2015 والمحابي لوجهة النظر السعودية.. يصف المؤلف ذلك القرار بما وصفت به قرار مجلس الأمن رقم 22 54 بشأن سورية:” إنه قرار غير قابل للتطبيق”.
الكتاب غني والحديث فيه وعنه يطول.. من خلاله اكتشفت ملامح شخصيات يمنية كانت لي صلة بها من خلال عضويتي في “ المؤتمر القومي الاسلامي “ مثل جار الله عمر وابراهيم الوزير والرئيس الشهيد صالح الصماد.
شعرت بارتياح إذ علمت بتزاملي مع المؤلف في مؤتمر كانت تعقد عليه آمال كبيرة هو “ المؤتمر القومي الاسلامي” الذي أحب أن أطلق عليه اسم “ مؤتمر القوميين والإسلاميين “ كي لا يلتبس الأمر في أن الأسلام قومية وهو عالمي للناس كافة.
أطلت في الكتابة والكتاب يستحق.. لكنني أختم بما قرأته في صفحتين منه في أوائله وفي أواخره.
في أوائله إهداؤه:
“إلى شهداء الإعلام الوطني والحربي……..”
وفي أواخره في آخر أسطر منها التعريف بالمؤلف:
“تعرض وأسرته لاستهداف مباشر نفذه طيران العدوان السعودي الأميركي على منزله بصنعاء في 11 رمضان 1440 الموافق 16 مايو 2019.. استشهدت والدته ونجلاه لؤي وحسن،وأصيب بكسر في رجله اليسرى”.
قلت أختم.. فلا أجل من حديث الشهادة.
وتحية إلى المؤلف السفير والصديق والزميل في مؤتمر غابت عني أخباره منذ زمن.
ومرحباً بك بين أهلك في دمشق.. فيها تنشر كتبك لتخاطب العرب على اختلاف بلدانهم.. قلت اختلاف بلدانهم وأرجو في مقال لاحق قريب أن أقول: “ على تنوع بلدانهم!”.
التاريخ: الثلاثاء18-1-2022
رقم العدد :1079