الثورة – فاتن أحمد دعبول:
تتابع مجلة المعرفة السورية تألقها وتشكل رافداً مهماً في المشهد الثقافي السوري، لاسيما مع توقف المطبوعات الورقية، وفي عددها المزدوج 694/ 695.
وفي كلمة الوزارة توقفت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة عند موضوع مهم” تقدير الإبداع” تقول:
” دأبت وزارة الثقافة على تكريم المبدعين والفنانين تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي في حقول الأدب والدراسات والفنون، والتكريم حق للمبدع، ومدلولاته تتجاوز حدود التقدير والتشجيع، وهو حتماً أكثر وأهم من مجرد اهتمام واحتفاء ومكافأة..
وتضيف: إنه اعتراف بعطاء دام عمراً، وتحفيز على المثابرة على مزيد من العطاء وصولاً إلى ما هو أجمل وأكمل، إنه اعتراف بأهمية نتاج المقدر، وإدراك عميق بفضله، وبضرورة التعريف به وبنتاجه ..”
وفي كلمة العدد كانت” وقفة مع الشعر” لرئيس التحرير ناظم مهنا، ليقدم أنطولوجيا شعرية قصيرة، متنوعة وفيها غرابة وخيال ومعان مبتكرة، يقول: الموسيقا أولاً وقبل كل شيء، وعليك من أجل هذا أن تتخير الفريد الذي يشتد غموضه ويتبختر بسهولة في الهواء، ويخلو من الثقل والرغبة في التظاهر والاستعراض، عليك أيضا أن تنظر إلى انتقاء الكلمات بشيء غير قليل من الاحتقار..
وفي ترجمته” قتل الأب، أيضا ودائماً توقف د. غسان بديع السيد عند أهم طروحات وكيف” يشن حرباً لا هوادة فيها ضد الرموز الأبوية، والإله في المقام الأول، وكذلك أيضاً هذا الفقير رئيس الولايات المتحدة المكروه من الصفحات الأولى من التحليل النفسي للسيرة الذاتية الذي خصصه له ببساطة، لأن الرجل أمضى حياته وهو يحب والده، فرويد الذي ينكر حتى أبوة أعماله إلى شكسبير ..”
ويخلص د. باسل المسالمة في ترجمته” نظرية الأدب وأدب الأطفال” إلى أن التحدي الأخير في مناقشة استجابات الأطفال للأدب، هو تعرف مدى تعقيد تجاربهم المعيشية الخاصة بهم وأدائهم الاجتماعي .. وتعاملهم مع متطلبات طرائق معينة للقراءة وأنواع معينة من القصص ومقاومتهم لها.
ويطرح بدوره سؤالاً كبيراً: ماهي أنواع الصفوف الدراسية ومجتمعاتها التي سننشئها من أجل توفير مساحات حوارية في مؤسسة التعليم، التي نساعد فيها الأطفال على معرفة طرائق جديدة، وقراءة العالم بطرائق جديدة للتعبير عن استجابتهم في عالم ما بعد حداثي..
وتحت عنوان” جراح الحرب ونسيج اللغة” كتب ديب علي حسن عن آثار الحرب العدوانية على سورية باللغة، ونوَّه إلى كتاب د. ممدوح خسارة في مشروعه المهم في عمله على تقديم المفردات المصطلحية التي احتواها لسان العرب، ركز الفصل الثالث منه على المصطلحات” العسكرية وقسمه إلى أبواب” السلاح، الوحدات والرتب، العمليات العسكرية، مهارات القتال ..”
وقسم بدوره نشوء المصطلحات في سورية إبان الحرب إلى مراحل ثلاث، لكل منها مجموعة من المصطلحات والمفردات التي يفرضها إيقاع الميدان والعمليات العسكرية، مرحلة التجمعات الصغيرة، إشارات وشحن المفردات بدلالات ليست منه، والمرحلة الثالثة مرحلة التحرير والنصر والوضع الاجتماعي ..”
وتستمر الأبواب الثابتة في المجلة ” المتابعات والسرد والشعر والإصدارات، يتابعها القارىء بشغف، ومن الإصدارات، كتاب العيون من إعداد الأديب بيان الصفدي، ومجموعة شعرية” تيمنا بالورد للشاعرة سعاد محمد، وكتاب موطن العميان ترجمة منير الرفاعي.
أما كتاب الشهر فجاء بعنوان” طفولة قائد” جان بول سارتر، ترجمة هنري زغيب، وهي نموذج للقصة السيكيالوجية وتتحدث عن نمط من الشخصيات المترددة والتي تعيش الصراع الداخلي في ذروته.
تصدرت العدد لوحة حروفية للفنان بشير بشير، كما تخلل العدد العديد من الرسومات التي تغني النص، وتضيف إلى موضوعات المجلة المنتقاة بعناية روحاً جديدة، فالفن هو جزء من عبق الروح ينثره أين وجد.