الثورة – نيفين أحمد:
يعيد لنا الثلج ذكريات جميلة جداً ترتبط مع تساقطه حيث لكل منا رؤيته الخاصة الممزوجة بالحنين إذ تحيط بنا الذكريات الجميلة التي لانشعر بها إلا في فصل الشتاء، ونعيش معها أحلى الأوقات التي تداعب مشاعرنا وتدفئ قلوبنا وعواطفنا وتبعث في انفسنا الحنين للماضي.
ارتدت بلدي الحبيبة ثوبها الأبيض حيث تراكمت الثلوج في معظم المناطق والمحافظات، و انتشرت صور الناس والثلج على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” فرحين بقدوم هذا الزائر وخصوصاً في أول اشهر السنة وهو “فأل جيد” بأيام بيضاء كبياض الثلج بعد أن انهكتنا سنوات الحرب العدوانية على سورية التي أتعبت القلوب والنفوس.
لقد أرجع الثلج ذكريات الطفولة البريئة ومع كل كرة من كرات الثلج..
تقول سوزانا: عندما رأيت الثلج عادت بي الذاكرة الى طفولتي كنت انتظر أنا واخوتي هذه اللحظات لكي نتراشق به نحن والأصدقاء في أزقة الحارات، وأحن الى تلك الأيام التي باتت الظروف تنسينا لذتها وأتمنى أن يمن الله علينا بأيام بيضاء تمحو أيام الحرب الإرهابية والاقتصادية معاً.
بدورها الطفلة جويل بابتسامتها البريئة المليئة بالسعادة والفرح عبَّرت عن فرحها الكبير بالثلج واللعب به، وتقول صنعت رجل ثلج لأول مرة “إنه جميل جداً وأتمنى أن يتساقط كل يوم لكي نلعب به”.
يرتبط سقوط الثلج قديماً بليالي السمر الجميلة، وأكل الكستنا المشوية.. يروي لنا العم أبو سائر بعضاً مما كان: ” أتذكر عندما كنا نجتمع نحن والعائلة حول مدفأة الحطب واللعب بطاولة الزهر لساعات طويلة ونأكل الكستنا التي باتت الآن حلم كل بيت لغلاء أسعارها .
كانت تلك الايام جميلة جداً وبسيطة كان تساقط الثلج فرصة الكبار والصغار للاستمتاع بمنظره الأبيض، والتراشق به كما يرتبط بفرح الأولاد وهم يشكلون رجل الثلج وتزينيه”.
كما حدثنا العم أبو سائر عن ثلجة الأربعين استمر فيها تساقط الثلج لمدة أربعين يوماً دون توقف حيث بلغ مستوى النوافذ، لكن رغم هذه الشدة والأجواء الصعبة كانت سهرات السمر والجلوس حول مدفأة الحطب لها نكهة خاصة، وبقي مصطلح ثلجة الأربعين عالقاً في الذاكرة الشعبية إلى الآن .
وعبَّرت هبة عن سعادتها الكبيرة برؤية الثلج يغطي ويكسي كل شيء بالثوب الأبيض، والذي اعتبرته “فأل جميل وسعد ” و سنة خير وعطاء ربما تخفف من الصعوبات والأزمات الاقتصادية التي مر بها الكثير، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها مايمحي أيام الحرب العدوانية السوداء التي عشناها.