الثورة – آنا عزيز الخضر:
محاولات متألقة لفتت الأنظار، عندما حاول بعض الفنانين، تحويل الأدب العالمي إلى لوحاتٍ فنية ترجمت عوالمه، إلى أجواء من أحاسيس وحركة ومشاعر، كانت على صالة مسرح الدراما بـ “دار الأسد للثقافة والفنون”، وهي من تصميم “رأفت زهر الدين” و”جواد حمزة”، وعن قصة للأديب الفرنسي “جان بول سارتر” بعنوان “الجدار”.. وكان العرض الراقص بالاسم ذاتهّ.
اعتمد العرض على ثماني لوحات راقصة لعدد من الراقصين والراقصات، بالاعتماد على النمط المعاصر ما بين الأشكال الجماعية للرقص والثنائيات وغيرها، ليغوص في عوالم النفس البشرية عندما تقف أمام خيارات الحياة، عبر محاولات متميزة لتعرية هذه المواقف كما هي، وتعرية العلاقات الإنسانية وما يرتبط بها من قضايا عديدة، وقد اتّسم المصممان بالجرأة في تناول نصّ أدبي واقتباسه لعرض راقص، والأخذ من أفكاره العميقة لتتحول إلى لغة الجسد التي قدمها راقصون وراقصات شباب، قدموا عرضاً مختلفاً بأفكاره وأدائه، رغم الصعوبات الكثيرة.
من جهة ثانية، شكلت الموسيقا التي ألفها ووزعها المايسترو “رعد خلف” ميزة خاصة في العرض، من خلال قدرتها على نقل الأجواء النفسية لأبطال الحكاية، وفق توليفة موسيقية مميزة، قدمت الكثير للعرض وأجوائه ما ساعده على التحليق بتشكيلاتٍ معبرة بلغة الجسد.
أما السينوغرافيا التي صممها كل من “أحمد العلبي” و”انجي سلامة” فقد ساهمت بإضفاء أبعاد إضافية، عكست حاﻻت نفسية متعددة ودقيقة، إضافة إلى الأزياء التي صممتها “لوتس الجردي” وعكست الحالة النفسية بمهارة ودقة شديدة.