الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
الوقت تغير وبات يحسب للترجمة الأدبية حسابات متبدلة مع تغير العصر، فيما مضى بعض الروايات المشهورة كان ينتظر محبو قراءتها بشغف عجيب ترجمتها إلى لغاتهم الأم، الأمر الذي يجعلك تشعر وأنت تقرأها أنك تتجول في عوالم مختلفة عنك.
هذه العوالم تزداد بمعرفتك إياها غنى، كلما ازداد عدد النسخ التي تقرأها، تدخلك عوالم غريبة عنك، تخرج منها أكثر حكمة، رغم كل المتعصبين لقراءة الكتب من خلال اللغة الأم.
النسخ المترجمة المطابقة للعمل الأدبي بالكاد موجودة، ولكن ألا تعتبر تلك الترجمات التي قام بها بعض المبدعين أمثال صالح علماني الذي عرف عالمنا العربي بأدب أميركا اللاتينية إبداعاً آخر..وخاصة أنه أضاف للنصوص المترجمة روحاً ميزته…
لا شك أن المترجم المحترف يعطي للترجمة استدلالات جديدة نابعة من روح النص لكن الأهم أنه يمكن للترجمات أن تبرز تيارات روائية وتلغي أخرى، كما حدث في فترة بروز أدب الواقعية السحرية من خلال ترجمة أبرز أعمال أدباء أميركا اللاتينية…
اليوم مع تغير الروح الأدبية التي نعيشها، ومع تبدل كل ما حولنا، لايزال للترجمة الأدبية وقعها ولكنها لم تعد تؤثر في الجموع، لم تعد تمسك بزمام الحكمة الأدبية المختلفة كلياً عن مذاق الأدب المحلي، هي مجرد ومضات لها بريقها الآني خاصة في معارض الكتب، ولدى الكتاب الذين أخلصوا للنسخ الأدبية أياً كان مصدرها…
التاريخ: الثلاثاء25-1-2022
رقم العدد :1080