الثورة – هيام عباس صالح:
عندما يكون التغيير سبباً رئيسياً في انقلاب مفاهيم المجتمع وتنشئة الجيل، يجب أن تكون ماهيته معروفة ومدروسة.
وهنا كان لدخول التكنولوجيا إلى كل بيت، وفي صميم كل علاقة، حتى أنه أصبح لها الدور الأهم في إعادة صياغة مفاهيم وأسس جديدة.
فإلى أي مدى أثرت التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا؟؟.
للبحث في هذا الموضوع كان معنا مجموعة من الأشخاص من مختلف الأعمار والمستويات العلمية والاجتماعية كعينة عن المجتمع لتكوين فكرة واضحة عن السكة التي نمشي عليها في ظل هذا التداخل الكبير للثقافات والعادات.
وهل نحن قادرون على توجيه هذا الانفتاح الناتج عن الانتشار الواسع لوسائل التواصل بما فيه خير هذا المجتمع؟؟
أحمد الحسين _ مدرس متقاعد:
يرى أن البعض يتعامل مع الجيل الجديد وفقاً لمقولة (لا تربوا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) واليوم كلنا يعلم قضية العزوف عن القراءة والكتاب في ظل التطور الكبير في وسائل التواصل الإلكترونية وهذه قضية عامة تتعدى الجيل الجديد إلى شرائح المجتمع كافة فمن المؤسف القول إننا أصبحنا في عداد المجتمعات التي لا تقرأ وهذا ناتج عن إهمالنا وتجاهلنا للجيل واحتياجاته.
أحمد سلمان عزام وهو باحث ومهتم بقضايا الشباب.. يرى أن جيل اليوم يتسابق إلى الشهرة المستعجلة ومن المؤسف أن الثقافة السائدة لم تعد التسلح بالعلم والخلق ولم يعد العلم نفسه هو الغاية وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عليها الاعتماد في ملء الفراغ بل تحول مستخدميها في بعض الأحيان إلى مدمنين لا يستطيعون الاستغناء عنها. عكس أجيالنا السابقة التي أدركت حقيقة أن العلم والثقافة هي التي تؤثر في فكر الإنسان ومن ثم المجتمع.
عبدالله خليل الصالحي _ محامي:
أكد أن من أهم واجبات المجتمع بكل مؤسساته الاهتمام بالجيل والعناية بتثقيفه وتوعيته وخصوصاً أن جيل اليوم يعيش صراعاً مستمراً مع التكنولوجيا السريعة، وهنا يبرز دور الأسرة في حمايته من الغزو الثقافي والتأثير السلبي للتطور التكنولوجي، كما أن لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في بناء الوعي.
سلوى حمدان – ربة منزل:
ترى أن الانتشار الواسع والسريع لوسائل التواصل الاجتماعي أثر على السلوكيات المجتمعية التي تربى عليها جيلنا ما أدى للتباعد حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وأعتقد أن القلق مبرر على جيل اليوم خوفاً من ضياعه في متاهات التطور التكنولوجي حيث أنه قد يأخذ البعض إلى مسارات بعيدة عن العلم والمعرفة بسبب عدم الوعي لمتطلبات الاستخدام الصحيح لهذه التكنولوجيا.
وكما لكل عملة وجهان رأت بأن التطور التكنولوجي سيف ذو حدين فمن جهة أسهم في إيجاد بيئات عمل مريحة وسهل أمور حياتنا اليومية، بالمقابل كان سبباً للفشل الأخلاقي والمجتمعي في البيئات التي أساءت استخدامه. وبرأيي أن للأسرة دوراً كبيراً وفعالاً في تحصين الأبناء ومن واجبنا كآباء وأمهات متابعة أبنائنا عن قرب وإرشادهم إلى طريق العلم والأخلاق.
سلام صالح – جامعي:
من وجهة نظره أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على جيل الشباب كان سلبياً حيث توجهت اهتماماته إلى برامج مصممة ومدروسة ركزت على الجانب النفسي للمستخدم ليؤدي ذلك إلى ما يشبه الإدمان ليصبح الشباب جيلاً استهلاكياً بعيداً عن محيطه الاجتماعي وقيمه.
ونتيجة التواصل مع أفكار وعادات شعوب مختلفة أدى هذا إلى اتساع الهوة بين الجيل وواقعه.
ونتيجة غياب الدور الحقيقي للمؤسسات المعنية في مراقبة المحتوى الذي يتلقاه أبناؤنا في ظل الانفتاح الرقمي والغزو الثقافي ما يلقي الأعباء على عاتق الأسرة لزيادة الوعي بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، فتعدد مصادر المعرفة وتنوعها العشوائي له آثاره النفسية السلبية خطيرة العواقب.
فاتن علي – خريجة جامعية:
ذكرت بأن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً بإظهار حقيقة لم يكن باستطاعة الفرد رؤيتها في الحياة الواقعية كأفكار، وآراء مختلفة. وقد أصبحت وسائل التواصل وسيلة للدفاع، أو إيصال فكرة أو حتى تعبير عن خطأ أو ظلم ما.
جيل اليوم أو مواليد ٢٠٠٢ وما بعد اكتسب وعيه مع وجود وسائل التواصل، لذلك لا أظن أنه يعيش صراعاً مع التكنولوجيا المتطورة، وإنما مواكبة أسرع.
وترى بأن طريقة تعامل أي شخص من أي جيل كان، مع التكنولوجيا هي التي تحدد خيرها من شرها، ولكن يبقى دور الأسرة في التربية على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة والإنترنت عامة لا يقل أهمية عن التربية في الحياة الواقعية بل ببعض الأحيان هي أهم لأن ما يحصل على الإنترنت يمكن أن يبقى سراً والاحتمال كبير للوقوع في الخطأ.
مصطفى الباشا – مهندس :
يرى بأن وسائل التواصل الاجتماعي واقع أساسي وضروري فمن خلاله يطور الفرد معارفه فهي تضج بشتى أنواع المحتوى ، فمنها ما يكرس المحبة والسلام ويدعو للقيم الإيجابية ، ومنها ما يبث التعصب والفتن لذا على المجتمعات الحرص على توجيه المستخدم للمحتوى الجيد .
ورأى بأن الجيل قادر على استيعاب التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة مشاريعه .
وللأسرة الدور الرئيس في تحصين الجيل بالقيم الأيجابية ومساندته ودعمه لتعزيز الدور الإيجابي لوسائل التواصل كتسهيل التواصل بين الأفراد وأهلهم وخصوصا في هذه الأوقات الصعبة وبذلك يحد التأثير السلبي .
وختاما يجدر الذكر أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم في إنجاز هذا المقال وهذا أحد الجوانب الأيجابية لها