رسائل روسية – صينية.. هل يعيد الغرب حساباته؟

 

عقب محادثات ثنائية أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين، وجهت روسيا والصين في بيان مشترك تحذيراً جديداً للغرب، من مغبة مواصلة التفكير بعقلية الحرب الباردة، والاستمرار بمحاولات تشكيل تحالفات عدائية تستهدف الدول الرافضة للنهج الأميركي والغربي، وأكدتا أيضاً على تعميق تنسيقهما الاستراتيجي لمواجهة التغيرات الدولية، وبأن التحالف الاستراتيجي بينهما لن يتزعزع، وهذه رسائل قوة يجب على الولايات المتحدة وشركائها الغربيين قراءتها بتمعن، وعدم تجاهل مضامينها السياسية والعسكرية بأن البلدين لن يسمحا بميل كفة ميزان القوى لصالح الغرب، وهذا من شأنه تجنيب العالم خطر الانزلاق نحو نزاع جديد أخطر مما كان في عهد الحرب الباردة.
التحذير الصيني الروسي، جاء في ظل ظروف دولية معقدة وحساسة، وهو رد طبيعي على سياسات الغرب المدمرة لأسس العلاقات الدولية، إذ تدفع الولايات المتحدة نحو تسخين الأوضاع على الساحة العالمية، ما يضع حالة التوتر السائدة على حافة الانفجار، وما تشهده الساحة الأوكرانية من تحشيد عسكري غربي لمحاصرة روسيا، وحملة إعلامية مبنية على أكاذيب وروايات مضللة لتأليب الرأي العام العالمي ضد موسكو، أدخل العلاقات الروسية الأميركية في مأزق كبير، ووصلت تلك العلاقات مع (الناتو) إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، وهي تقترب من الانهيار مع الاتحاد الأوروبي، والأمر ذاته ينطبق على علاقات الصين مع أميركا والدول الغربية، إذ تواجه بكين ضغوطاً أميركية وغربية متصاعدة، وثمة تحالفات غربية على غرار (أوكوس) تنسج لمحاولة محاصرة الصين.
أميركا ما زالت ترفض فكرة التعايش مع الحضور الروسي والصيني على المسرح الدولي، وسياسة العداء التي تضمرها تجاه هذين البلدين، هي التي دفعتهما لتعزيز تحالفهما الاستراتيجي بمواجهة هذه السياسة، وهذا الصراع بين الدول الكبرى على مراكز النفوذ العالمي لا شك بأن له انعكاسات سلبية تؤثر على الكثير من الملفات الدولية والإقليمية، فلكل دولة حساباتها الإستراتيجية والسياسية، وتسعى لتحقيق مصالحها، مع فارق أن الولايات المتحدة وحلفائها يسعون للحفاظ على قواعد الهيمنة، فيما روسيا والصين تنطلقان من مبدأ ضرورة التمسك بقواعد القانون الدولي، والميثاق الأممي للحفاظ على عالم متوازن، وهو ما تؤكد عليه أيضا سائر الدول المتضررة من السياسة الغربية الهدامة.
ما تضمنه البيان الروسي الصيني المشترك، يؤكد من حيث النتيجة، أن الغرب هو الخاسر بحال اختار طريق المواجهة بدل سياسة الدبلوماسية والحوار، وبأن موازين القوى اليوم ليست في صالحه، وهو لم يعد بمقدوره تكريس سياسة الهيمنة إلى ما لا نهاية، فثمة نظام عالمي متعدد الأقطاب يتشكل اليوم، وبخطا متسارعة، ولا شك بأن تعزيز التعاون بين جميع الدول الرافضة للسياسة الأميركية، كفيل بوضع حد لنهج الغطرسة الغربية، ويضمن أيضاً تثبيت الأمن والسلام الدوليين.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة