الثورة – فؤاد مسعد:
بعد الجوائز التي نالها عن أفلامه القصيرة وما حققته من نجاح لدى عرضها في العديد من المنابر، يخوض المخرج المبدع أيهم عرسان خضم الفيلم متوسط الطول عبر فيلم (بوح) الذي كتب نصه ويتابع حالياً عمليات تصويره، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، تمثيل: رنا شميس، ميلاد يوسف، روبين عيسى، د.تامر العربيد.
حول المحور الأساسي للفيلم يشير المخرج أيهم عرسان إلى أنه اجتماعي ذو طابع رومانسي يطرح فكرة أهمية البوح كحاجة إنسانية، البعض قادر أن يقوم بها والبعض أقل قدرة وآخرون غير قادرين على ذلك، مؤكداً أن البوح حالة إيجابية تنطلق من فكرة أنني في لحظة معينة أشعر بالألم فأقرر القيام برد فعل فأبوح للآخر وربما يكون البوح فعل تطهير أحياناً.
يقول: (دائماً لدي ميل إلى تقديم عمل اجتماعي أحكي فيه عن قضايا لها علاقة بمجتمعنا الغني جداً، هي قضايا قد يكون بعضها غير مطروق وبعضها الآخر مطروقاً ولكن أتناولها بطريقة أخرى، فهناك الكثير من الأفكار والنماذج والشرائح التي يمكن طرحها).
يُقدم الفيلم حالة المسرح داخل السينما، وهو تحدٍ يخوض المخرج غماره بدقة العارف الذي يسعى إلى تقديم المختلف، يقول: (فضلت تقديم مُقترح جديد فذهبت إلى مكان ربما لم يُناقش كثيراً في السينما السورية، وتحوي طبيعة حكاية الفيلم ما له علاقة بالمسرح فجزء من تكوين الشخصيات إضافة إلى جزء من مواقع التصوير له علاقة بالمسرح، وهو الأمر الذي فيه تحدٍ وصعوبة، ولكنها صعوبة ممتعة فيها شيء من الإغراء، حيث نحاول نقل ما هو فكري في النص إلى أداء من خلال ممثلين لديهم حالة عالية من التبني، ما يولد حواراً وعملاً على البناء، حتى مع مدير التصوير ومهندس الديكور، ولتحقيق ذلك نبذل كل طاقتنا لإنجاز عمل مخدوم بصرياً ودرامياً يقدم شحنة درامية تروي ذائقة الجمهور وقلبه وروحه)، ورأى أن دوران نصف أحداث الفيلم في مكان واحد (المسرح) يعتبر تحدياً ومصدر غنى في الوقت نفسه لأنه يمنح خصوصية للعمل (هو مكان واحد ولكن يُقدم العديد من الاقتراحات التي تُحدث تغييراً)، ويشير إلى أنه سيُتاح للفيلم فرصة العروض الجماهيرية خاصة أنه متوسط الطول، إضافة إلى مشاركته في المهرجانات.
حول السر الذي حرص على وجوده في النص لتحريض الممثلين كي يقدموا أفضل ما لديهم بإحساس عالٍ، يقول: (الصدق والمعالجة الصحيحة، والقدرة على تخيل الشخصيات والعمل عليها وبناء الحكاية المتلائمة مع الموضوع، ولدى الوصول إلى مرحلة عرض العمل كنص على الممثلين والمجموعة الفنية تُخاض معهم حوارات معمقة ما يؤدي إلى حالة التبني، وأنا أعمل دائماً وفق هذا المبدأ، أي التواصل مع الممثلين والمجموعة الفنية الرئيسية عبر حوارات لأطمئن أنني وصلت معهم إلى حالة التبني، لأنه عند تبنيهم للعمل يصبحون شركائي فيه فنعمل معاً بروح واحدة من التفكير. وعندما نصل إلى هذه المرحلة نكون قد حققنا واحداً من أهم شروط النجاح).
وعن خيار التغريد خارج السرب والذهاب باتجاه فيلم يحمل جرعة عالية من الرومانسية والشفافية والدفء في الوقت الذي يتجه فيه الغالبية نحو الأكشن والإثارة، يقول: هناك تصورات عامة تقول أن الجمهور بحاجة إلى عمل فيه حركة لجذبه، ولكني أختلف مع هذا القول، وأرى أن أكثر ما يتفاعل معه الجمهور شعوره أن هناك قضية معينة محترمة تُقدم له ضمن معالجة جيدة تلامس روحه وتتقاطع معه، ويكمن سر النجاح في تفاعل الجمهور مع ما يُعرض على الشاشة ضمن الصالة السينمائية، وأعتقد أن العمل الاجتماعي هو صلة الوصل بين الشاشة والجمهور.