الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
بالتأكيد للأمكنة دورها، وللظرف سحره…!
إن تقرأ وتكتب وأنت في حالة استرخاء ورخاء، كأنك تقفز في الهواء ذاهباً مباشرة إلى كلّ تلك الأوقات التي لطالما حلمت بها، وتسوقك إليها تلك الكتابات الفريدة…
ولكن أن تفعل وأنت محشور في زوايا التهميش، في تلك الأوقات الحالكة، تبحث عن الكلمات علّها تنجيك، وما أن تغلق الكتاب أو تغادر مكتبتك، حتى تنتقل إلى مواجهة، قد لا تسلم منها، فتلك الكلمات تتحول إلى لعنة، ما بين مثاليتها، وجهنمية الواقع، ثمة شعور ناقص، مبهم يمتلئ بكلّ التكهنات التي تمنحك الكتب تعدديتها قدر ما تشاء..
بالطبع يشبه الأمر الفرق بين حياة وأخرى…
بين حياة يمرّ عابرها مرور الكرام، وبين آخر يحيا اللحظات من وجهات نظرعديدة، إنه التركيب اللامتناه للحدث الكل يستكشفه من خلال ذاته، وتمتلئ المكتبات سابقاً الورقية، وحالياً الالكتروني بأفكار لانهائية عن الصراعات التي خلدتها تلك الكتب، وتركتنا أمامها نملأ أوقاتنا بكلّ ما لذّ وطاب…
عالم الكتابة يمنحنا حياة فريدة، نسافر عبرها، بمتعة غريبة حتى وأنت في أقسى الظروف، تحاول التقاط تلك اللحظات المتفردة التي يمكن أن يصيغها القلم بخيال لامع، الفكرة تغوي الكاتب وهو يغوينا بكلّ ابتكاراته، التي لطالما تعيننا على حياة بديلة….
وأروع البدائل حين نحاصر بكلّ هذه القسوة..!
ولكن بالطبع تحيلنا إلى متعة ناقصة، متعة بلا طعم كأننا نتذوق طعاماً صحياً، أوصى به أمهر الأطباء نأكله لنبقي على الحياة، لا لكي نحياها بمتعة لا تضاهى.
التاريخ: الثلاثاء8-2-2022
رقم العدد :1082