الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري ريم صالح:
لم يتوقف الغرب عن ادعاءاته الباطلة حول رغبته بإنهاء حالة التصعيد والتوتر مع روسيا عبر أسلوب الحوار والدبلوماسية، ولكن سياسة المراوغة التي ينتهجها لم تنطل على روسيا، التي ما زالت تدافع بشراسة عن أمنها القومي المهدد بفعل السلوك العدواني الذي يمارسه الغرب، من خلال حشوداته العسكرية لمحاصرة روسيا من البوابة الأوكرانية، إذ تؤكد موسكو بأن الدول الغربية تحاول خداعها عبر تجاهل تلك الدول التزاماتها المنبثقة عن عضويتها في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن عدم جواز تجزئة الأمن.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف اليوم موقف الغرب بأنه هو العامل الحقيقي لزعزعة الاستقرار في الساحة الأوروبية، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته البريطانية ليز تراس بموسكو:” :”لقد تعرضنا للخداع أكثر من مرة بعد إعادة توحيد ألمانيا. والآن يحاولون خداعنا بشأن الالتزامات المتعلقة بعدم قابلية الأمن للتجزئة وهي الالتزامات التي اتفق جميعنا عليها ورحبنا بها بنشاط داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا .. هناك حزمة تم الاتفاق عليها، وهم لا يتحدثون إلا عن الحق في الانضمام إلى التحالفات، بينما يتجاهلون ببساطة الالتزام بعدم التعرض لأمن الطرف الآخر”.
وأضاف بحسب ما ذكرته “روسيا اليوم”: “الزملاء الغربيون قد تعلموا الآن مصطلح “خفض التصعيد” ويطبقونه على روسيا مهما كان السياق، مطالبين موسكو بإجراء”خفض تصعيد” مناسب وداعين روسيا لاختيار مسار الدبلوماسية، مشددا على أن روسيا مع الدبلوماسية بشكل مطلق، وأنها اختارت الدبلوماسية طوال السنوات الماضية، ولا تزال تريد الاعتماد عليها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النهج الانتقائي هو الذي يسود موقف الدول الغربية من اتفاقيات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.
وكنموذج لأسلوب الغرب المراوغ، كان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، قد أعلن في وقت سابق اليوم أنه بعث برسالة إلى لافروف تضمنت الدعوة إلى مفاوضات جديدة حول الوضع في أوكرانيا والشفافية العسكرية، لافتا إلى أنه اقترح في الرسالة إجراء حوار حول خفض التصعيد في أوكرانيا، والشفافية العسكرية وتقليل المخاطر، والحد من التسلح، بما في ذلك السياسة النووية الروسية وحلف شمال الأطلسي”.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كانت قد أكدت بدورها أن الغرب صنع الأزمة الاوكرانية خدمة لمصالحه ولتصدير أزماته الداخلية ولذلك لا يقدم أي حلول فكرية أو عملية لها. وأوضحت خلال مقابلة تلفزيونية اليوم أن تكتيكات الغرب مرتبطة بخصائص الدورة الانتخابية هناك وهو ما يدفعهم لابتداع وابتكار قصة افتراضية جديدة مع اقتراب مواعيد الانتخابات التشريعية.
وتأكيدا على خيار روسيا في انتهاج سياسة الحوار خلافا للدول الغربية التي تستخدم لغة التهديد والوعيد، قال مندوب روسيا الدائم لدى فرع الأمم المتحدة في جنيف، غينادي غاتيلوف، اليوم الخميس، إن بلاده مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة رغم التلويح بفرض عقوبات ضدها على خلفية الأوضاع في أوكرانيا، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أنه سيكون من الصعب إجراء مثل هذا الحوار بدون مراعاة الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة لروسيا.
وقال غاتيلوف لوكالة سبوتنيك: “إن رغبتنا في التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الأمن العالمي والأمن الأوروبي لا تتوقف على تهديدات بفرض عقوبات من جانب واشنطن. الشيء الرئيسي الذي ننتظره الآن هو ردود واضحة من الولايات المتحدة وحلف الناتو الواضحة على وثائق الضمانات الأمنية”.
السابق
التالي