الملاحظ أن أغلب الطروحات التي تناقش أو ربما تنتقد الأداء الحكومي في الوقت الحالي تناقش واقع الحال بعيداً عن الأخذ بعين الاعتبار الحرب وظروف الحصار والمقاطعة والاحتلال لمناطق الموارد الطبيعية التي كانت تؤمن أكثر من ثلثي احتياجات سورية من النفط والغاز والحبوب وبمعنى أصح بشكل مجانب للمنطق…
الأداء الحكومي الذي نشهده هذه الفترة ربما لا يكون بخير ومن الممكن أنه يشهد تخبطاً بالنسبة للإجراءات المتخذة كما لاحظنا أخيراً عند اتخاذ القرار الخاص باستبعاد شرائح معينة من الدعم الاجتماعي ولكن أليس الفريق الحكومي الحالي يدير دفة الأمور في أصعب وأحلك الظروف..؟
لا أعرف لماذا نتناسى دوماً أن مايجري على أرض الواقع لا يتعدى إطار إدارة النقص وفق الأولويات والحاجات الملحة والضرورية في وقت يشهد فيه الواجب الأخلاقي والوطني تراجعاً في المنسوب لدى البعض كرجل الأعمال الذي طالب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً بعدم استبعاده من مظلة الدعم..
إن أغلب دول العالم التي تصنف اليوم بأنها دول عظمى ومتقدمة مرت عليها أوقات في الحرب العالمية الثانية شهدت مجاعات وأوقات عصيبة تعذر فيها على حكوماتها تأمين أكثر السلع أساسية وأستشهد هنا بالخطاب الشهير لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الذي قال:
لا أستطيع أن أعدكم إلا بالدم وبالدموع والبكاء والألم…
ماتقدمت فيه حتى الآن لا يعني أنني ضد من ينتقد ويبدي وجهات نظر وربما اعتراض على الأداء الحكومي ولكن ما أتحدث عنه له علاقة بالتقييم المنطقي والموضوعي لمن هم على أرض الوطن الذين لهم كامل الحق في طرح وجهات نظرهم وملاحظاتهم تجاه مايجري..
أكثر مايغيظ يتمثل بمن هم خارج الحدود وينعمون بالعيش الرغيد وتراهم متابعين لكل مايجري في الداخل لحظة بلحظة لا يعجبهم العجب العجاب ويتحدثون بلسان الجمع الغفير من السوريين أصحاب المعاناة الحقيقية وللأسف فهم ينجحون في تجييش النفوس وبث الامتعاض هؤلاء يندرج عليهم تسمية (مثيرو القلق)…
على الملأ- باسل معلا