الثورة – حرر التقرير الإخباري لجين الخطيب:
في مؤشر واضح على استخدام الولايات المتحدة كل السبل الممكنة لإحداث تصادم عسكري محتمل مع روسيا، أعلنت واشنطن عن قرارها إجلاء جميع موظفي سفارتها في كييف، باستثناء الذين يشغلون مناصب ذات أهمية قصوى، بدعوى “التهديد الروسي” المزعوم، فيما أعلنت روسيا من جانبها أنها قلصت عدد الكوادر في بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا تحسباً لاستفزازات من قبل حكومة كييف أو جهات أخرى، وذلك على خلفية التصعيد الأميركي والغربي ضد موسكو.
سفارة الولايات المتحدة في كييف أكدت في بيان لها، أن الخارجية أمرت اليوم السبت موظفيها غير الضروريين بالمغادرة “على خلفية استمرار ورود تقارير عن حشد روسيا قواتها العسكرية عند حدود أوكرانيا ومؤشرات على إمكانية اتخاذها خطوات عسكرية ملموسة” حسب زعم البيان.
ووفق ما نقلته “روسيا اليوم”، ذكرت السفارة أن طاقمها الدبلوماسي الأساسي وزملاءه الأوكرانيين والخارجية الأميركية ودبلوماسيي الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم “سيواصلون بدأب جهودهم الدبلوماسية والمساعدة في دعم أمن أوكرانيا”.
وأشارت السفارة إلى توقفها عن تقديم الخدمات القنصلية اعتباراً من يوم غد الأحد، لافتة إلى أنه بإمكان رعايا الولايات المتحدة تلقي هذه الخدمات في سفارات واشنطن في دول مجاورة.
وطالبت الوزارة رعايا الولايات المتحدة بالامتناع عن زيارة أوكرانيا، وحثت الأميركيين المتواجدين في هذا البلد حالياً على مغادرتها فوراً.
وفي ظل الحشودات العسكرية الغربية لمحاصرة روسيا بذريعة دعم أوكرانيا، أكدت موسكو أنها قلصت بالفعل عدد الكوادر في بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، تحسباً لاستفزازات من قبل حكومة كييف أو جهات أخرى.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا اليوم السبت، رداً على سؤال عن تقارير إعلامية مفادها أن موسكو خفضت بشكل ملموس عدد موظفي سفارتها في كييف وقنصلياتها العامة في مدن لفيف وأوديسا وخاركيف، إلا أن عدداً من وسائل الإعلام الغربية، منها صحيفة “نيويورك تايمز”، أوردت قبل شهر تقريباً مزاعم عن “إجلاء دبلوماسيين روس من أوكرانيا” وذلك خلال عطلة عيد رأس السنة عندما توجه عدد من أطفال الدبلوماسيين الروس من أوكرانيا إلى الوطن لزيارة عوائلهم.
وتابعت: “نفهم الآن أن هذه الافتراءات جاءت بهدف توفير تغطية إعلامية لشروع الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ودول أخرى بإجلاء دبلوماسييها وعوائلهم من سفاراتها في أوكرانيا.
وذكرت المتحدثة أن روسيا، مع مراعاة التأثير الذي تحظى به واشنطن ولندن على كييف ودورهما في إدارة العمليات في أوكرانيا عموماً، خلصت إلى استنتاج مفاده أن “الزملاء الأميركيين والبريطانيين يملكون معلومات على الأرجح عن خطوات ما قائمة على استخدام القوة يجري التحضير لها في أوكرانيا ومن شأنها تعقيد الوضع الأمني بشكل ملموس”.
وقالت: “في هذه الظروف تبنينا بالفعل قراراً بتعديل عدد موظفي مؤسساتنا الدبلوماسية في أوكرانيا، تحسباً لاستفزازات محتملة من قبل نظام كييف أو دول أخرى”.
ولفتت زاخاروفا إلى أن قنصلية روسيا وقنصلياتها في أوكرانيا ستستمر في أداء مهامها الرئيسة.
بالتوازي حذر الجيش البريطاني الرعايا البريطانيين الموجودين في أوكرانيا بأنه لن يكون هناك أي عمليات إجلاء عسكرية لإنقاذهم في حالة نشوب صراع مع روسيا.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لقناة “سكاي نيوز”، اليوم السبت، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا.
وفي وقت لاحق اليوم، قالت الشرطة الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، إنها رصدت مجدداً تمركز مركبات مدرعة تابعة للجيش الأوكراني بالقرب من خط التماس في دونباس.
وأضاف إيفان فيليبونينكو المتحدث باسم هذه الشرطة الشعبية بالقول: “في انتهاك للفقرة الثالثة من التدابير الإضافية، يواصل العدو نشر أسلحة ومعدات عسكرية في المراكز السكنية على الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في المنطقة”.
ووفقاً له، تمت ملاحظة وجود عربات استطلاع ودوريات مصفحة من طراز BRDM-2 في قريتي “ستانيتسا لوغانسكايا” و”ماكاروفو”.