الثورة – السويداء – جودت غانم:
تناولت ورشة العمل التي أقامتها مديرية الثقافة في السويداء قضايا مجتمعية تركت آثارها على حياة السوريين في ظل الحرب الإرهابية والعدوانية والاقتصادية الممنهجة التي يتعرض لها بلدنا. وشملت محاورها قضايا تتعلق بالتربية والأخلاق وآثار الطلاق على العلاقات الأسرية ودور المؤسسات ذات الصلة في التخفيف من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع إضافة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير المفاهيم الاجتماعية.
وأشار عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة السويداء المحامي وائل المحيثاوي إلى آثار الطلاق الاجتماعية والنفسية على الأسرة بما فيها الزوج والزوجة والأبناء وما تسببه من تفكك للعلاقات والروابط الأسرية وآثار سلبية قد تؤدي إلى سلوكيات غير صحيحة ولا سوية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التوعية بين الأزواج والسعي لخلق التفاهم والنقاش الشفاف بين جميع أفراد الأسرة.
وتحدث عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين رفيق الكفيري عن دور مواقع التواصل الاجتماعي وما أحدثته من تغيرات عميقة في عملية الاتصال والتواصل الاجتماعي بين الأشخاص ومساهمتها في تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات وإحداث تغييرات في منظومة القيم والتقاليد والعادات داخل المجتمعات ما يستوجب برأيه الحيطة والحذر والوعي في التعامل مع التقانات الحديثة للاستفادة من مزاياها وفوائدها دون الإضرار بالعلاقات الاجتماعية والقيم المجتمعية التي تربى عليها أبناؤها. لافتا إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تفريغ الطاقة السلبية لدى الأفراد وتبادل الخبرات والمهارات التي يمتلكها الأشخاص مع بعضهم البعض وسهولة نقل المعلومات ، وتبادلها فيما بينهم ، والاطلاع على الثقافات الأخرى وزيادة المعرفة ، وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية ، مشيرا بنفس الوقت إلى العديد من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي في إضاعة وقت الأفراد ومخالفة منظومة العادات والتقاليد والعزلة ، وتدني التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب ، والحد من هذه السلبيات من خلال زيادة التركيز على الواجبات الشخصية التي يمكن ان تقلل من عدد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ، واستخدام الفلترة من وقت إلى آخر.
وأكدت عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق الدكتورة نسرين السلامة أهمية التربية الأخلاقية كأحد أهم مكونات التربية الصحيحة منذ الصغر انطلاقاً من الأسرة والمدرسة مع ضرورة وجود القدوة الصحيحة كصمام أمان لتنشئة جيل ومجتمع قادر على أن ينهض من جديد متجاوزاً ما تعرض له من مفرزات آثار الحرب المفروضة على بلدنا.
بدوره لفت مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بالسويداء المهندس سامر بحصاص إلى أهمية تضافر جهود جميع المؤسسات والجهات الحكومية المعنية والتعاون والتشبيك مع مؤسسات المجتمع الأهلي والنقابات والمنظمات والاتحادات وغيرها للتصدي والحد من الظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة على مجتمعاتنا والتخفيف من آثارها وأهمها انتشار العنف والمخدرات والجرائم والتشرد والتسول والتسرب من التعليم وغيرها.
