الثورة – عبد الحميد غانم:
التجييش السياسي والإعلامي المضلل من قبل أميركا والغرب ضد روسيا بشأن أوكرانيا وقرع طبول الحرب وإطلاق أكاذيب بأن موسكو تنوي شن حرب ضدها، حيث وصل الأمر بواشنطن إلى تحديد موعد لهذه الحرب، وانفتحت أبواق الإعلام الغربي لتحذر من مخاطره، ونفخت بأميركا “السوبرمان الخارق” الذي سيتصدى لهذه الخديعة في محاولة لتوريط العالم في حرب كارثية عبثية مدمرة، قابلته سياسة حكيمة هادئة وحازمة من قبل روسيا وحلفائها ما زالت تكبح جماح الحرب التي تريد الإدارة الأميركية إشعالها.
هذه الحملة التي يشنها الغرب وأميركا ضد روسيا تذكرنا بالحملات التي تعرضت لها سورية خلال المرحلة الماضية فهما يمارسان أبشع أنواع الإرهاب الإعلامي بهدف الحد من الدور الروسي في العالم.
إدارة بايدن وأنظمة الغرب الأخرى كشرت عن أنيابها ووجدت في أوكرانيا ساحة جديدة لإشعال حرب ليست على أراضيها وتحقق من خلالها أهدافها في تطويق روسيا وتهديد أمنها القومي وتوسيع الناتو شرقاً، وتعلم حقيقة أنها غير قادرة عملياً على خوض هذه الحرب لأن الرد الروسي سيكون قاسياً.
تريد أميركا حرباً بالوكالة، فكل التجييش كشف زيف التهديدات والتصريحات النارية للإدارة الأميركية التي انكفأت وتلطت وراء جدران تصرخ وتسمع صوتها دون أن تظهر في الساحة.
في المقابل أظهرت القيادة الروسية تماسكاً وهدوءاً في التعبير عن مواقفها الثابتة والدفاع عن أمنها وسيادتها ووجهة نظرها في حل الأزمة بعيداً عن التوتر وقرع طبول الحرب واستعراض العضلات العبثي.
لقد أظهرت روسيا وحلفاؤها في مواقفهم الواضحة والقوية ثقة كبيرة بالنفس والإمكانات التي يملكونها القادرة على مواجهة أي حماقة غربية تقوم بها أميركا والغرب وتجنيب العالم مخاطرها، على عكس حلفاء أميركا الغربيين الذين أظهروا انقساماً وارتباكاً في المواقف بشأن المشاركة في الحرب.
لقد أثبتت تطورات الأزمة الأوكرانية أن أميركا والغرب لا يملكان سوى الصخب والتجييش الإعلامي المضلل وقرع طبول الحرب في حين أنهما عاجزان عن حماية نفسيهما بحال ارتكبا أي حماقة عسكرية، ولا يستطيعان المضي في الصخب إلى الأخير فتبقى جعجعة بلا طحين.