الملحق الثقافي:فاتن أحمد دعبول:
يستعد اتحاد الكتاب العرب لعقد مؤتمره السنوي بدورته العاشرة الذي سيعقد اليوم الثلاثاء الواقع في 22/2/ 2022 في مكتبة الأسد الوطنية، وفي قائمة أعضائه الكثير من الآمال والتطلعات لتطوير عمل الاتحاد في خدمة الثقافة والنهوض بالدور المنوط به في ظلّ تحديات العصر والظروف التي تحكمه من تبعات الحرب على سورية وما آلت إليه حال الكاتب السوري، للوصول إلى توصيات تكون على قائمة اهتمامات الاتحاد ومشاريعه للقادم من الأيام، من أجل الارتقاء بدور الاتحاد ومهامه.
وللوقوف عند هذه الطموحات والتطلعات وماذا يعني الاتحاد لأعضائه كانت لنا هذه اللقاءات:
د. سليم بركات: مواجهة تحديات العصر
يعرّف د. سليم بركات اتحاد الكتاب العرب بأنه منظمة تعتمد المسألة الثقافية، وفي أن يكون لهذه الثقافة مكانة في ذاكرة الوجدان العربي، لأن الثقافة في نظره تعني الحضارة بكلّ ما تعني هذه الكلمة من معنى.
يقول: من هنا تبرز مشروعية السؤال عن دور اتحاد الكتاب العرب باعتباره مؤسسة تحتضن مثقفي سورية والأمة العربية بشكّل عام، لذلك الشيء الوحيد الذي يندرج في إطار الإجابة عن هذا السؤال هو دراسة الواقع تماماً، في أن تكون لحظة الواقع هي اللحظة الحاضرة.
فإذا كانت لحظة الواقع هي الحاضرة، فهذا يعني أننا نستفيد من الماضي، كما يعني أن ننظر بتفاؤل إلى المستقبل، هذا الواقع العربي الذي نلاحظه الآن، المعني في دراسته هم المثقفون العرب، الأمر الذي يؤكد أنّ هناك عملية جدل بين الثقافة والسياسة، وإن كان الواقع السياسي في الوطن العربي واقعاً مزرياً، والثقافة يجب أن تعالج هذه المسألة.
أما المطلوب من الاتحاد:
أن يعتني بالواقع الداخلي للوطن العربي وفي الطليعة سورية، ومطلوب منه الوقوف على واقع الوطن العربي ومتطلباته، وفيما يتعلق بعضو الاتحاد، فيجب أن يمتلك رؤية إبداعية نابعة من قناعاته بإرادته وأن يقول كلمته فيما يجري، وتغيير الواقع تغييراً ينبع من كونه المثقف، لأن الثقافة عمل تراكمي، ولا يمكن أن يكون إلا كذلك.
كما يجب على الاتحاد أن يكون في مواجهة التحديات جميعها التي يعاني منها الوطن العربي، لأن التاريخ تحد ورد على التحدي، ولا سيما في هذه الظروف التي يعاني منها الوطن العربي من مصاعب، لذلك من الأهمية بمكان تحدي الفكر المتطرف والتعصب والطائفية والعشائرية والتبعية، ومن المهم الوقوف مع القضايا الوطنية القومية، وأن يكون للاتحاد دور يتجاوز البيانات والأمسيات والمحاضرات باتجاه القضايا العربية» باتجاه المعاناة وحلّ هذه المعاناة.
ومن جانب آخر الوقوف في وجه التحالفات الامبريالية الصهيونية، والرجعية والإرهاب، ونحتاج إلى الجهد على أرض الواقع لحلّ هذه المعضلات والتأثير المجتمعي وبأن يكون شريكاً في رسم السياسات الثقافية الجديدة التي تتطلبها المرحلة، وهذا يعني أن يكون هناك علاقة مع صناع القرار، لأن التحديات كبيرة والاستجابات لهذه التحديات مطلوبة، وهذا لا يمكن إلا من خلال الحوار والالتزام الثقافي والسياسي.
ولا يمكن تجاهل أهمية التواصل مع الاتحادات العربية والعالمية من أجل خطابات تنويرية وطنية، لأن المثقف جزء من المشروع الوطني والإنساني العالمي، ولابدّ من تقديم صورة بديلة للواقع العربي الحالي في إطار وطني جمعي مقاوم لكلّ هذه التحديات، وهذا مطلوب بالدرجة الأولى.
وقضية هامة أخرى هي حلّ أزمة المفاهيم التي يعاني منها الوطن العربي، كي يحل الاستقلال والأمان، ولما كانت الكلمة هي المؤثرة، فلابدّ من القول :إن هذا الأمان لا يمكن أن يكون إلا بإحقاق الحقّ والوقوف إلى جانب هذا الحقّ والدفاع عنه في إطار وطني قومي مقاوم في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني.
نذير جعفر: تلبية مطالب الكتّاب واحتياجاتهم
ويبين نذير جعفر عضو اتحاد الكتاب العرب ومقرر جمعية النقد الأدبي أن اتحاد الكتاب العرب في سورية هو المؤسسة الثقافية الوحيدة في الوطن العربي كلّه التي تضم إليها كتاباً عرباً من كلّ الأقطار، والمؤسسة الوحيدة التي تؤمن حدا مقبولا للحفاظ على كرامة الكاتب حياً وراحلاً بما شرّعته من ضمان صحي، وراتب تقاعدي، ومساعدة فورية عند الوفاة، وطبع وتسويق نتاج الكاتب، وفتح دوريات الاتحاد لنشر نتاجه، وطرح آرائه بما فيها الراديكالية الجريئة غير المهادنة.
ويضاف إلى ذلك الخدمات الثقافية والاجتماعية التي تعنى بها جمعياته المتعددة، وهو ما لم توفره أي من اتحادات الكتّاب وروابطها في الساحات العربية بما فيها روابط كتّاب دول الخليج الثرية، فما بالك بالدول التي تمنع كلياً تأسيس اتحاد للكتاب.
إن ما هو مطلوب من الاتحاد كثير، وقد بدأ مع دورته الحالية بتلبية مطالب متعددة للكتّاب، فشرع بإقامة معرض للكتب الصادرة عنه في جامعات القطر ومدنه وأريافه على امتداد الجغرافية السورية، وقام بدعم المكتبات المدرسية مجاناً، وحققت مبيعاته في المعارض أرقاماً قياساً في بيع الكتب التي كانت شبه مجمدة في المستودع سابقاً.
كما رفع سقف المكافآت والتعويضات التي يتقاضاها الكتّاب عن منشوراتهم واجتماعاتهم وضمانهم الصحي، كما نشط في إعادة الصلة بكثير من الكتّاب والمؤسسات الثقافية العربية والدولية.
ويبقى الطموح أوسع من الإمكانيات، إذ ننتظر في مؤتمره الدوري السنوي أن يعيد النظر في المطالب الخدمية مرة ثانية بالنسبة إلى التعويضات التي يتقاضاها الكتّاب، وأن يرفعها مرة ثانية ويربطها طرداً بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار الذي طال نواحي الحياة كافة.
وأن يفعّل خطط جمعيات الاتحاد ونشاطها بما يحقق التواصل الخلّاق المنتج من الأعضاء والقراء والمثقفين عبر الندوات والمهرجانات والمسابقات في شتى الأجناس الأدبية.
كما ننتظر صدور الدوريات الأسبوعية والشهرية والفصلية في مواعيدها ورفع مستوى ما ينشر فيها والتركيز على الملفّات التي تتناول القضايا الملحّة والراهنة وتسريع البت في طلبات الانتساب وفي الكتب المقدّمة للنشر من حيث صلاحيتها أو الاعتذار عن ذلك لأسباب فنية، وتوسيع أفق العلاقة باتحادات الكتّاب العربية وروابطها وتفعيل الزيارات والنشاطات المتبادلة فيما بينها.
وأن يكون للاتحاد مواقفه الجريئة تجاه القضايا السياسية والفكرية والاجتماعية التي تمس الثوابت الوطنية، وأن يوسع دوائر الحوار وتقبل الآخر واستقطاب الكوادر الشابة من الكتّاب.
د. عبد الله الشاهر: تعزيز الإيجابيات للارتقاء بالاتحاد
ويرى د. عبد الله الشاهر أن اتحاد الكتاب العرب مؤسسة فكرية ثقافية جامعة للقدرات الأدبية بمختلف أجناسها وفق شكّل تنظيمي يجعل منه قادراً على توظيف الطاقات الأدبية المبدعة وتنميتها من خلال جملة من الفعاليات الثقافية على مستوى القطر وخارجه، وهو بهذا التصور يبرز القدرات الثقافية ويحققها على أرض الواقع فعلاً، ليؤسس لحالة ثقافية مستدامة.
فالاتحاد يعني لي أنه مؤسسة ثقافية تجمع المثقفين المبدعين بإطار يحقق لأعضائه الحضور والانتشار إن كان على مستوى النشاطات أو حتى على مستوى الطباعة التي يقوم الاتحاد بإصدارات واسعة لأعضائه.
وللتنويه إن اتحاد الكتاب العرب في سورية، يعد من أبرز الاتحادات العربية من حيث النضج التنظيمي والخدمي والاجتماعي الذي يقدّمه لأعضائه، ولذلك نحن حريصون على أن يرتقي الاتحاد بأدائه خدمة للثقافة وتعزيزاً للإبداع والمبدعين.
أما ما أريد من المؤتمر، فالمؤتمر هو مراجعة سنوية لنشاطات الاتحاد والمكتب التنفيذي، يصادق عليها المؤتمر ويراجعها ويقيمها ويقومها إن استدعى الأمر ذلك، باعتبار أن المؤتمر هو السلطة العليا في الهرم التنظيمي لبنية الاتحاد، ولذلك فأنا أريد من المؤتمر أن يؤكد الإيجابيات ويشير إلى السلبيات، وأن يخرج بمقترحات وقرارات تجعل من الاتحاد يزداد ارتقاء في أدائه ثقافياً واجتماعياً.
محمد عيد الخربوطلي: دعم المواهب الشابة
ويقول محمد عيد الخربوطلي عضو الاتحاد» جمعية البحوث والدراسات:
يعني لي الاتحاد الشيء الكثير، ويكفي أننا نستظل تحت رايته ونحمل رسالته الثقافية التي تعنى بكّل شؤون الثقافة منذ تأسيسه إلى يومنا هذا.
ومن خلال المؤتمر العام السنوي الذي سينعقد اليوم قريباً أريد أموراً عديدة أهمها، الاهتمام بالتعاون مع باقي جمعيات الاتحاد والمؤسسات الثقافية داخل الوطن وخارجه، وذلك من خلال وضع خطط ومشاريع لبناء الإنسان المثقف الحقيقي، فنحن اليوم بحاجة لنهضة ثقافية قوية أكثر من ذي قبل، خصوصاً بعد الذي مرّ على بلدنا من مصائب وويلات لا تحصى والتي أرادت محو وإزالة حضارتنا وهدم ثقافتنا وإفراغ الأجيال الجديدة من كلّ المعارف والقيم.
وهذه الأجيال التي عاشت سني الحرب بحاجة إلى رعاية ثقافية كما هي بحاجة إلى رغيف الخبز، وإن لم نقم نحن المثقفين أعضاء الاتحاد وباقي المؤسسات الثقافية، سنكون معاول هدم وتخريب لا أداة بناء لفكر وثقافة ووعي هذه الأجيال.
وكعضو باتحاد الكتاب العرب أريد الاستمرارية لما قام به الاتحاد خلال العام المنصرم من نشاطات ثقافية نوعية بكّل فروعه، كذلك معارض الكتب المؤقتة والدائمة في أماكن عديدة من جامعات وغيرها، كذلك أريد الاستمرارية بافتتاح مكتبات بمعظم القرى والبلدات النائية والتي ما كانت تحلم يوماً أن يزورها مثقف.
وهنا نلفت الأنظار إلى دور الاتحاد ونعرف الآخرين على انتاجه الثقافي ودوره المهم ورسالته السامية في بناء الإنسان وفكره ووعيه، فالإنسان بفطرته بحاجة إلى المعرفة كما هو بحاجة إلى رغيف الخبز.
كلّ ذلك منوط بالاتحاد وبباقي المؤسسات الثقافية، كما أريد الاستمرارية باحتواء الأدباء الشباب والاعتناء بنتاجهم الأدبي من خلال طبعه ونشره وعقد الندوات لهم وحول إنتاجهم.
أما الجانب المادي لصالح الأعضاء، فقد شهد الاتحاد بقيادته الجديدة تحسناً ملموساً بذلك، طبعاً على قدر المستطاع، مع تطلع الأعضاء نحو تحسن أفضل.
وبدوره يتمنى للمؤتمر النجاح والتوفيق وتخطي كلّ الصعاب التي قد تقف بطريقه، وأن تحول جميع قراراته عملياً على أرض الواقع.
حنان درويش: اعتماد وركيزة
وبينت الأديبة حنان درويش أن اتحاد الكتاب العرب هو انتماؤنا الفكري الذي نعتز به وبيتنا العربي الذي نسعى ما استطعنا لتطوير آفاقه، وتجميل ساحته، وإغناء عوالمه بقدرات الكلمة ودورها الحي في الإبداع والخلق والارتقاء كونها هي البدء، وما العطاءات النوعية التي حققها الاتحاد خلال عام مضى إلا خير دليل على انطلاقة مختلفة، تجعلنا نزهو بها، ونمدّ يد العون إلى الذين وضعوا نصب أعينهم هدفاً سامياً، غايته تطوير وضع اتحاد الكتّاب العرب وإغنائه بأفكار وحيثيات وإنجازات خلّاقة.
ولا أغالي إذا قلت :إننا الآن أمام إضاءة فريدة من نوعها، تستكشف معالم طريق سديدة، معتمدين في رؤيتنا لها على أساس ما أنجز خلال عام مضى، متفائلون .. نعم متفائلون، وهو كما قلت، ليس ذلك التفاؤل المجاني الذي يودي إلى السراب، بل يودي إلى غرس قيم اتحادية راقية، تخدم الواقع الفكري بمجمله.
المؤتمر القادم ولنا فيه اعتماد وركيزة وسند ومؤشر داعم لمرحلة مقبلة ذات تميز.
سوسن رضوان: ضمان صحي
وترى الأديبة سوسن رضوان أن اتحاد الكتاب باعتباره منظمة ثقافية مستقلة، يحمل مشاعل التنوير الثقافي، فهو بصفته الإدارية والتنفيذية يهتم من خلال جمعيات الشعر والقصة والرواية والنقد والبحوث والمسرح بكلّ ما يدعم خطي النجاح والتميز، والاتحاد بصفته الاعتبارية يعني لي كأديبة أن يكون البيئة الحاضنة التي توفر الدعم لنا بعيداً عن المحسوبيات وأيضاً العمل على تفعيل دور الأدباء في المجتمع من خلال نشر بعض أعماله، إن لم يكن كلّها.
ومن المهم دعم المواهب الشابة من خلال مسابقات وندوات تحفيزية وتثقيفية، يقدّم من خلالها الأساتذة الكبار فيض خبرتهم لهؤلاء الشباب.
إن الاتحاد يعني لي الشخص الأكفأ الذي ينتخب ليكون قادراً على قيادة الركب الثقافي نحو المسار الصحيح، وما أريده من المؤتمر هو نقاط عديدة وأتمنى العمل عليها:
أولا تعديل قانون الاتحاد الخاص بالعضوية، فالذي أتم السنتين يكون عضواً مشاركاً، لا يحقّ له ما يحقّ لسواه، بالوقت الذي يكون قادراً على العمل بكلّ طاقته، لكن الفرص قد فاتت بمرور العمر.
ثانيا، دعم الأعضاء وأسرهم من خلال التأمينات الصحية أسوة بباقي المؤسسات، والعمل على إقامة مشاريع سكن بالتقسيط أيضاً أسوة بسوانا على اعتبار اتحادنا مؤسسة اعتبارية ليست بالقليلة، فالكثير، بل الأغلبية من أدبائنا يقيمون تحت أسقف مستأجرة من ملاك لا يرحمون…
التاريخ: الثلاثاء22-2-2022
رقم العدد :1084