الثورة – وكالات: حرر التقرير الإخباري فؤاد الوادي
يتدحرج الحدث الأوكراني سريعاً، رامياً بكل ثقله وسخونته على المشهد الدولي، وفاتحاً أمامه كل الخيارات والسيناريوهات بما فيها العسكرية التي قد تفضي إلى مواجهة كارثية على الأرض.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل الأميركية والغربية على القرار الروسي بالاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، صادق مجلس الدوما الروسي اليوم على اتفاقية الصداقة والتعاون مع الجمهوريتين المستقلتين، وفق ما ذكرته وكالة تاس، فيما أكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن كييف دفنت اتفاق مينيسك بالتواطؤ مع الغرب، داعياً دول العالم إلى الاعتراف باستقلال الجمهوريتين.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال الساعات القليلة القادمة في باريس، أفاد مسؤول في الاتحاد بأن الوزراء الأوروبيين قد يتخذون قراراً بشأن عقوبات على روسيا وفق ما ذكرته وكالة رويترز، فيما سارع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تهديد موسكو بفرض عقوبات قاسية عليها متوعداً باتخاذ تدابير أكثر قساوة خلال الأيام القادمة، وهذا ما تناغم مع قرار البيت الأبيض بفرض عقوبات عاجلة على دونيتسك ولوغانسك وعلى روسيا خلال الساعات القادمة.
جاء ذلك بُعيد ساعات قليلة من انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حيث تباينت فيها ردود الفعل، فيما عكست الاحتفالات الشعبية التي عمت شوارع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك احتفالاً بالاستقلال الوجه الأخر للحقيقة التي حاولت واشنطن وحلفاؤها طمسها وإخفاءها وتزوريها.
ردود الأفعال الغربية على قرار الرئيس الروسي الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك كانت الأسرع، حيث وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاعتراف بأنه (انتهاك خطير) لوحدة أراضي أوكرانيا، حسب تعبيره، فيما اعتبرت وزيرة خارجيته ليز تروس بأن هذه الخطوة إشارة إلى نهاية عملية مينسك، وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وبأن روسيا اختارت مسار المواجهة بدل الحوار، على حد زعمها.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هذا الاعتراف خرق للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا، متوعدة برد حازم على ما قامت به موسكو.
من جانبه أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيصدر أمراً تنفيذياً يحظر على الأميركيين أي تعاملات تجارية أو مالية مع دونيتسك ولوغانسك،مبيناً أن هذا الأمر الذي كان متوقعاً يخول فرض عقوبات على أي شخص يعمل في تلك المناطق من أوكرانيا.
بدوره زعم أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ بأن الاعتراف الروسي ينتهك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع، في وقت دعت فيه الخارجية الألمانية روسيا للتراجع عن الاعتراف بمناطق في شرق أوكرانيا كيانات مستقلة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد طالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأزمة الأوكرانية وبفرض عقوبات أوروبية محددة الأهداف.
وبحسب اتفاقية الدعم والتعاون التي وقعتها الجمهوريتان أمس مع روسيا والتي تسمح بنشر قواعد عسكرية روسية، وتنفيذ مهمات سلام، تصر موسكو على الالتزام بتعهداتها خاصة حماية المواطنين هناك، لاسيما بعد أن أكد مندوب روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، أنّ حوالي 60 ألف شخص فروا من دونباس إلى داخل روسيا، بسبب القصف الأوكراني، وأوضح بحسب وكالة نوفوستي أنّ اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك لا يغيّر مضمون اتفاقيات “مينسك”، وأن البيانات التي صدرت عن الدول الغربية والتي كانت مليئة بالعواطف توحي بأنّ اعتراف روسيا خطوة مفاجئة، ولكن هذا غير صحيح. جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك أعلنتا انفصالهما واستقلالهما عام 2015 لكننا اعترفنا بهما اليوم فقط”.