الثورة – آنا عزيز الخضر:
يشدُّ العمل الفني متلقّيه، عندما يناقش قضايا عالمه وهمومه، وكلما اقترب من المسافات الدفينة والغائبة فيه، وخاطب مساحات منسية في دواخله، كلما كان أكثر قرباً منه، وأشعره بأن هذا العمل يهتم بحياته الإنسانية بالشكل الحقيقي، والمرجو من أي عملٍ فني جاد.
هذه التفاصيل اجتمعت في العمل الفني “بوح”.. تأليف وإخراج “أيهم عرسان”، حيث عالج الفيلم بكثير من العمق والشفافية والرومانسية، الدواخل الإنسانية وأعباء الواقع وتوالي التراكمات، كي يصل إلى درجة الألم الكبير، لوﻻ البوح الذي يخفف من معاناة النفس البشرية.
“بوح”.. فيلم جمع بين فن المسرح والسينما في أسلوبه، ليصبح أكثر قرباً من المتلقي، من خلال حواراته الغنية، التي عمقت الإحساس بالحالة، حيث التقطت تفاصيل حياتية ومنعكساتها في دواخل النفس البشرية، لتقدمها من خلال تجربة سينمائية متفردة، بحيث تظهر ملامح قضايا إنسانية هامة، تعيش في العمق لتكشف أوجاع كثيرة في دواخل تلك الشخصيات.. شقاء وقلق ووجع، وبوح يقدم هذه الحالة بآليات ساحرة..
حول الفيلم وخصوصيته ودورها، تحدثت الفنانة “روبين عيسى” قائلة:
“هو فيلم اجتماعي، يتحدث عن الخذلان والوجع والانكسارات النفسية التي تحدث بسبب تفاصيل الحياة أو العلاقة مع الشريك أو العمل، فينتج بداخلنا حزن وتراكمات نفسية تجعلنا بحاجة إلى البوح والإفصاح عما في دواخلنا، سواء إلى الشريك نفسه أو إلى أحد المقربين أو الأصدقاء، أو من نعتبره الملجأ لنخفف مابداخلنا من ألم أو حزن.
فالبوح هو حالة غوص في أعماقنا وحالة وجدانية وضرورية، تجنّبنا تراكم الأوجاع والألم والخيبة..
أجسد في الفيلم شخصية “بارعة”، وهي فتاة تعرضت للخذلان من قبل الحبيب، ترى في صديقتها الملجأ للبوح والتعبير عما في داخلها، وهي أيضاً ملجأ لصديقتها “غادة” التي تبوح لها دائماً، وتستمع لكلّ ما يخص مشاكلها، فهما صديقتان منذ أيام الجامعة..
مايميز الفيلم أيضاً، فكرة المسرح داخل السينما بطريقة تخدم الطرح والشخصيات..
يذكر أن الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو من تأليف وإخراج “أيهم عرسان”، ويشارك فيه تمثيلاً: رنا شميس، ميلاد يوسف، روبين عيسى، تامر العربيد، يزن السيد، يوسف مقبل، خوشناف ظاظا، منيب أربيل، صفاء سليمان..
